زورقان فى أثينا |
حملا طوق التمجيد |
خرجا من غور الأمس |
و غنا للحاضر و المستقبل والتجديد |
أصداء الليل على شرف الوهم |
تشق ستار الصمت تسطع بالتغريد ... |
قارنت بين حضارة انسان |
من قلب اللغة المصدوء |
وحضارة قمم الاغريق |
من خطف البرق المجنونْ |
أبناء أثينا يموتون |
و تموت حضارات تحيا |
فى صورة طبق فوق أصابع تمثال |
مكسور الشفتين يحمل إبريق |
لكن حضارة انسانى |
روحاً نوراً صخراً صبراً تشويق |
تحيا كسلالة لحم فى ورق شفّاف |
منقار النسر هواة التمزيق |
شوكة نحل فى ورد جاف |
فجر الاشراق وسفن الشمس |
دعاء اليأس بأيدينا |
عجز التعبير يداخلنا |
وضياع الشعب المسكينا |
مع سبقك إصرار يسمو |
فتموت الكلمة فى أثينا .. |
اغفاء الليل وصوت الامس |
هاجس صحو يشجينا |
أبراج الكأس وخمر الروح |
طيف رحيل ماضينا |
عرق مخنوق حاضرنا |
أنّة مجروح تبكينا |
أوداج الشريان الاكبر |
قصر الالحان وموكب بؤس |
يبكى يهتز جدار الحشرات العمياء |
قلب الاغريق هو الامس |
الليلة اسكندر ينهض ... |
يحمل أحجاراً من طين الامم العذراء |
يهمس للقمم السوداء |
يتهجد يسجد فى ساح الدنيا |
ويشد الوقت حصانين |
ليغزو البحر العريان |
ويقيم رصيف الزمنين |
الليلة يا( سان جورج) بكى أهلك |
نهضوا من قبر الاجيال |
اختلجت زفرات الجبل |
وغنّت اصداف البحر |
على الشاطىء ... |
فالليلة حلم يغتال |
(غوسطانطينس ) يخترق حجاب الدستور |
مابين ( السنداغما) حضارات ماتت |
مابين التاج و قوت الشعب المكسور |
من يوم رحيل الاسكندر |
من صلب الارض و فوق جدار التاريخ |
والشعب هنا .. يا (أكروبول) الاغريق |
لايفهم أين حضارات الاغريق |
صلوا لليلة أبناء الامس ! |
نفط الكلمة (ميج) اللحظات |
قد ماتت قمم الاغريق |
أحجار للسياح وصخر أمجاد الاغريق .. |
ولد التاريخ على القمم بلا عسر |
ولد بالمجد و بالإعزاز |
واليوم يموت التاريخ |
مابين النهد وفى الافخاذ |
يموت التاريخ بلا ارهاص |
يقتل لاسيف ولا رصّاص |
لا عمران و لا تحليق ... |
فاليوم يموت الاغريق |
!!! |
أتيت يا أثينا |
كرحيل البرق على جزر الماء |
أختال على مائدة اللقيا ... |
أعمى منبوذ مستاء |
قبّلت العنق العاجى |
مرآتى كانت فى الخرطوم |
قاهرتى صدحت فى صوت مخضر |
لم أسمع ذاك اللحن |
صوت الاشراق المكتوم |
يا قوت الشمس ... |
و يا كربونا من ماء العشب |
انعاش الطبل المحموم |
صدحات النار ونيشان التصديق |
أسطول الكلمات وصدق التلفيق |
أدمات الارض تحك البشرة |
فى شغف مر ... |
لا اطنان و لا تعليق |
سارت رغبات الاغماء |
عجزاء سفن الاغريق |
شمطاء تغيب بصيرتها |
مقرونة لحم عظماء |
سوداء تدق سريرتها |
مشلولة فكر بكماء ... |
يا رحم التلميح و قلب النطق |
لحاء الليل و غلف الترويق ... |
تفجير النهر بكاء الاجيال |
ثعبان الماء و رقصة زنجية |
ايماءات ارسطو صحو الاقبال |
تغوير الابر الهمجية |
ترويض الروح ... |
سفن الابحار المنسية |
!!! |
سأعود اليك يا خرطوم |
رقدت بين ممص التيار الاحمر |
رشفت من دم التمجيد |
الزرقة و الاشفاق ... الموجة و الترديد |
فتقت من سم الليل على جدر الشاش |
عجّت باللقيا والتجديد |
خرطوم الزفرة و الانعاش |
ادغام الهمزة بالتشديد ... |
اسفنج و بكتريا نحل و فراش |
زمناً مثقوب الاذن ... |
مشدود الجبهة عريان الخاطر |
مسلوب الشفتين عريض الصدر |
مقرون الخصر بأنف غائر |
سأعود لأحتضن الهبباى |
ريح التغيير ... زمن التنوير |
بحر الكلمات و آهات الناى |
من زند النيلين و ضرع الخرطوم |
ثدى الاغراء و بسمة محروم |
من جرعة (كافينول ) |
صبر تفجير محتوم |
صدع و صراع ... هيكل عظمى ... |
كوكب لحمى و هموم |
سأعود بزمن الاسراع |
سأعود لسبق مكلوم |
للقاء تلال و بقاع |
سأعود اليك يا خرطوم |
سأعود اليك يا خرطوم. |