رقي التعامل
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
رقي التعامليلجأ بعضُ الأشخاص إلى استخدام أساليب خاطئة في بناء عَلاقاتهم بالآخرين؛ وذلك تمشيًا مع أهدافهم من تلك العَلاقات، فيَعمِدون إلى إظهارها بلا تردُّد؛ لذا فهم يعيشون صراعاتٍ نفسية داخليةً كبيرة معقَّدة، وهذا بلا شكٍّ أسلوبٌ خاطئ، ناتج عن اضطراب في سلوك الشخص وتعاملاته!
وكثيرون يُوظِّفون ما يُعرف بالنفاق الاجتماعي - مع تحفُّظي الكبير على هذا الوصف - في عَلاقاتهم، ولهم أهدافهم من ذلك التوظيف:
فمنهم مَن يطبقه مع آخر؛ وذلك لأن الآخر يمثل أهميةً كبرى بالنسبة له؛ فهو لا يريد خسارته؛ ولذا فهو يضطر إلى ملاينته؛ كي يظل معه وإلى جانبه!
ومنهم مَن يلجأ إلى ذلك، فيما يُعرَف بالمجاملات الاجتماعية، فهو يجامل من أجل ألا يخسر أحدًا، وإن كان هذا التصرف في هذا الجانب ينال بعض القَبول والرضا، إن كان الهدف هو عدمَ خسارة أحد، لكن تلك المجاملات يجب ألا تكون على حساب الثوابت والأخلاق والقيم!
وفي هذا العصر - عصر وسائل التواصل الاجتماعي، ودخول الإنسان في مجموعات تواصليةٍ كثيرة وكبيرة، فيها أفراد مختلفون بحسب أعمالهم، وثقافاتهم، وأعمارهم - نجد أن الإنسان مطالَبٌ بالصبر على الناس، ما دام أنه قد صار عضوًا في أي مجموعة، وهو مطالب أيضًا بالتغاضي والتغابي، وتمريرِ كثير من المشاركات، دون الوقوف عند كل مشاركة، وإثارة النقاشات والمجادلات التي لا خير فيها، ولا فائدة منها!
يصرُّ البعض على تسمية التعامل بذكاءٍ مع كثير مِن الأمور نِفاقًا اجتماعيًّا، وفي ظني أن هذا الوصف فيه كثيرٌ من التجنِّي على الآخرين؛ لأن كلمة (نفاق) تعطي معنى المخادعة، ولا يعني تعاملي مع الآخرين بما أحبُّ أن يعاملوني به من وُدٍّ واحترام وخدمة لهم، أنني أخدعهم؛ فهذا يعني حتمًا أنني أخدع نفسي قبل خديعتهم!
نحن بحاجة فعلًا إلى هذا النوع من الذكاء في التعامل، مع صفاء النيات؛ لأن ذلك يجعلُنا قريبينَ بعضنا من بعضٍ، بعيدين عن التشنجات والانفعالات، والمخالفات التي لا تنتج سوى التباغض والتنافر والتباعد!
احرِصْ في تعاملاتِك مع الآخرين على أن تكون مؤثرًا فيهم، ارتَقِ بهم من خلال حسن تعاملك معهم، وذلك بالدعم والتشجيع أحيانًا، وبالصبر والتغاضي أحيانًا أخرى، دون أن تضطرب صورتُك في ذهنك، على اعتبار أن تقرُّبَك إليهم ما هو إلا نفاقٌ وخدعة، وأن صبرك عليهم هو خوف منهم ورهبة، دَعْ عنك كلَّ هذا، وامضِ في طريقك ما دمتَ لا تحمل في نفسك هدفًا قبيحًا، واحذر الإنصات لمُخاتِل، أو إضاعة الوقت مع مجادل، واجعل هدفك دائمًا أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به.