أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد المنذر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن لا ننصح باستعمال الأدوية دون أن يكون هنالك تشخيص ثابت ومُحقق، وفي ذات الوقت الأدوية تتفاوت في درجة فعاليتها وسلامتها وتفاعلاتها الكيميائية، وهذا أيضًا أمر يجب أن نراعيه كثيرًا.

الـ (سيرالكس) والذي يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) ويسمى علميًا باسم (إستالوبرام) هو من الأدوية الممتازة جدًّا لعلاج الاكتئاب والقلق والمخاوف والوساوس القهرية، لكن هذا الدواء يجب أن يتم تناوله بنمطٍ وبرتوكول والتزم خاص، هنالك جرعة تمهيدية هي الجرعة الصغيرة، وهنالك جرعة علاجية، وهنالك جرعة وقائية، وهنالك جرعة التوقف التدرجي من الدواء، هذه هي المراحل المعروفة، وتُعطى الجرعة حسب الحالة.

أتفق معك أنه دواء جيد جدًّا لعلاج المخاوف، لكن هو دواء كما ذكرت له ضوابط معينة، وفي ذات الوقت إذا توقف الإنسان عنه فجأة ربما يؤدي إلى آثار انسحابية، كما أنه بطيء نسبيًا، ويجب أن يستصحب الدواء بالعلاجات السلوكية التي من خلالها يُحقّر الإنسان المخاوف ويتغلب عليها -إن شاء الله تعالى- .

أيها الفاضل الكريم: أنت تعاني من قلق المخاوف كما ذكرتَ، أتمنى أن تكون هذه الحالة حالة بسيطة، والقلق دائمًا والخوف دائمًا يعالج من خلال تحقيره، عدم الالتفات إليه، والقيام بضده، وأن يعرض الإنسان نفسه وباستمرار لمصادر خوفه، ولن يُصيبه سوء أبدًا.

هذا هو العلاج الأساسي، وتمارين الاسترخاء أيضًا مهمة وضرورية.

هنالك أدوية إسعافية قصيرة المدى مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (زاناكس) ويسمى علميًا باسم (ألبرازولام)، دواء جيد يُعطى بجرعات صغيرة ولمدة قصيرة، لأنه قد يُسبب الإدمان، وهو لا بد أن يُصرف من خلال طبيب.

هنالك دواء آخر إسعافي يُسمى (إندرال) ويعرف علميًا باسم (بروبرالانول) يُخفض تسارع ضربات القلب ويُوقف الرعشة والتلعثم، هو أيضًا دواء نعتبره من الأدوية الإسعافية الجيدة، وهنالك الأدوية التي تفيد على المدى البعيد ومنها الـ (سيرالكس)، لكن ربما يكون السيرترالين أو الباروكستين هما الأفضل.

فيا أخِي الكريم: أرجو أن تذهب وتقابل طبيبًا ليقوم بترتيب العلاج الإسعافي لك، وكذلك العلاج على المدى البعيد –أقصد بذلك العلاج الدوائي– وأنا حدثتك عن المناهج السلوكية المهمة والتي يجب أن تتبعها.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.