وسرى على الآفاق طيفك |
والممالك فى عيونك تحتمى |
بالخيل و المطر المسلح و المشاعل و الرماح .. |
و البحر يكتم سر أوجاع القبيلة |
والحمائم تستريح |
بغرفة العصب المهدد بالكساح |
فسقيت عشقك دمعة الامال نهرا ناضرا |
بالشوق يطفئ جمرة الصبر الشقى |
و يحتوى ليل النواح |
قد صار رملك فى صحارى النفس دارا |
للظلال النائمات على تلال الجوع |
تنتظر السماح |
و انساب برقك بين اقواس التّمنى |
ينثر الفرح الملوّن |
يحمل الماء القراح .. |
انا لا أخون و لا أكون |
سوى جوارك يا جياد النور |
هُبِّى للفواصل |
قاومى غزو الجراح |
الآن تهتز المخاوف |
والطريق اللولبى يطل من عصب الكفاح |
فلتسكت الغيمات جوع الأرض |
و لنلقى على وتر الصبابة اغنيات السامرين |
بحضرة الميلاد تختزن التأوه |
حين يخرج من حبيبات اللقاح |
نبَت المحيط على جبينك |
و الصراع يلوح ما بين انحدارك |
والخطى تنساق فى جنب المدار على الربى |
ليلاً فينشطر الصباح |
ذاك المطاف القادم المشحون بالهذيان |
يخترق الوشاح |
ويطل من كفيك سهما |
طوّع القوس اختيارا |
و استقر على شعيبات الفلاح |
و ادور حولك و الزمان على حدودك |
لم تهذبه التجارب |
حين اقعده السلاح |
هذا هوانك فجر الغضب الحليم |
اتاك يمشى فاردا |
للنار اثواب الردى |
متصدرا سقف الرياح |
ماذا سنكتب للنوى |
فالقول يتّم مقلتيك |
ولم يعد للقافلات لديك |
من أجر الطريق سوى |
فتات الشعر يسقط |
أو يمجِّد شاهد الصنم المُزاح .. |
فأقول انى و العواصف فى يديّا |
اقول انك لم تزل حلم لديّا |
وأن كفيك اشتهائى |
حول صدرك ساعديّا |
على تلالك ارتياح .. |
وأقول دوما و النواة الصبر ذاتى |
اننى حتما سآتى |
ماطرا كالمزن يحفل بالرياح |
وأدور حولك فى جبال الموج أعدو |
فالقوارب لم تعد للشط بعدك |
وانزوى مجدى وراح |
من بعد مجدك فى مدى المجهول |
يعتزم التواصل للواحظ |
حين تشرع فى التهامك بالعيون |
وحين تغمرك اجتياح |
غمرت سهولك عابرات الجسر للزمن البعيد |
تقاوم الاخفاق |
قد حاذت بدورك فى طلوع الشمس |
و اختزلت زمان الموت |
فاقترب النجاح |
أهذى بحبك |
و الشبابيك القريبة من ديارك |
فى علا الاقدام تغلق منفذ التيار |
تنهض من عرى الأوهام |
تختزن الجماح |
خرقت سهامك حاجز الصوتيت |
أجهضت الحمامة |
كانت الساعات و التوقيت صيفا |
ساكنات فى جيوب النهر |
كانت للشوارع خيمتين |
وكان للالهام عرشا لا يطاح |
وسقاك ليلى آخر الأنفاس |
أوّل زفرتين من الهوى |
و هواك قبل الغيث أيقظ تربة الاحساس |
و الأمل المباح .. |
هذا جزاء الشمس أن تلقى ظلامك |
و الضياء الحر قد ازكى مقامك |
هكذا فالقَدْرُ يا سنمار كلاّ |
لا تودّد لا استماح |
أتوسد الأعطاف جوفى بالغبار مكدراً |
و بأضلعى نامت حبال الصوت |
و انغلقت اسارير الصباح |
و نما تدافعك القديم و أورَقت |
أزهار رفضك للتداعى |
و استعاد الصدر هيبتك الوقورة |
ايها الوطن افتتاح .. |
ويجئ آخر ما أقول مشبعا |
بشذى المشاعر يا رياض الشوق |
قد هفَت الفصول اليك زهوا |
و المنابر و الصلاح |
و يظل قولى |
فيك مزدلفا يطول |
يظل يرحل عائدا |
لك يا سهول |
وعائدا |
لك يا حقول |
وعائدا |
لك يا بطاح . |