دوائر ملتهبة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا تخبريني أين في الآفاق كنتِ | لا تتركي فرحي بصدقك | ينتهي في باب بيتي | أخطأت حين حسبت أنى | قد أبيع خطى الهوى | من خلف وقتى | و رأيت أني مستهين بالنوى | فكتمت صوتي | تبدو خطاك الآن أغرب ما عرفت من الحياة | و البحر سراً قد أتى | في الليل يبحث عن حبال للنجاة | و الصمت أكرم من أكاذيب الطريق | و الصدق يرحل في دمي | و الحزن يسكن في العميق | هذى النجوم السمر في بيتي تفيق | و الظل في ماء الحياة الآن يبدو كالغريق | من غفوة الهذيان يسرق | أغنيات البعد من وهم الطريق | و الآن يغمر شاطئ الإحساس | رمل و احتقان | بدّلت لون قصيدتي | و حرقت ورقي فوق ناصية الزمان | كي ألتقيك بكل أقراص الترقب | تستظل بساحتي | و بواحتي أعلنت عشقي | و اخترقت الريح نحوك و المكان | ما كنت أقصد في مساحات التكون | أن تكون مغامرة .. | ما كنت أدنو من طريق | سوف يبعد عن طريقك | أو يقود مؤامرة .. | لم تقرأي في قصتي | فصل الرؤى و الحلم و الصدق الكبير .. | لم تفهمي معنى الطموح بدنيتي | و هواي و الأمل النضير | لم تعلمي شوق الحياة بنبض صحوي و العبير | أهدرت دم تواضعي | في حرقة الظلم اضطرام .. | و خنقت حبات الندى | في كل أوراق الغرام | الشك علمك الخصام | فخرجت في صمت المدى | تترنحين مع الظلام | و الآن يلمع خلف أقواس الدجى | عصب الفراق | ما كان يوماً اختياري | لم أعد في ساحة الطوفان | أبحث عن مدارى | لم أسجل في ضفاف الشوق | غيرك من عناق | لكن في الرؤيا طريقك قد مضى | عني وحيداً فاتركيني | إن في العمق انشقاق | كان اختيارك فانعمي | إني جبلت على المواجع هكذا | و على اللظى و الاحتراق | و لقد رضعت من اللهيب شراره | كي تستريح خطى الوفاق | و حملت أنفاس التقى | و نزعت أبواب النفاق | لكنه الوعد المقدس قائم | و الخير فيما اختاره | صمت الحقيقة للورى | و الصبر و الدمع المراق | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (معز عمر بخيت) .