سبحان من خلق الرجال
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا للرفاقِ لموطن لجّوا به | حتى ازدرى اخلاقه فتخلقا |
فإذا نزت همجٌ الى طمع نزا | اوصَفّقَتْ فيه قرودٌ صفقا |
ترك القريبَ من الصلاح ففاته | ورجا البعيدَ من الظنون فأخفقا |
دبّت عقاربه الى جيرانه | اوما ترى بغداد أعدت جِلَّقا |
أهل الخورنق والسدير ولو سعوا | رفعوا سديراً ثانياً وخورنقا |
سبحان من خلق الرجالَ فلم يجدْ | رجلاً يحق لموطن أن يُخلقا |
ما إن يزالُ مرَّشحاً لأُموره | متجبراً أو طامعاً أو أحمقا |
وطني وداؤك أنفسٌ مملوءة | جَشَعاً فمن لي أن تُبِلَّ وُتفرقِا |
بلوى الشعوب مخادعون إذا ادَّعوا | للنصح كذَّبتِ الفِعالُ المنطقا |
الآن يلتمسون فكّ وَثاقه | من بعد ما نزل البلاء وأحدقا |
وطني ومن لك ان تعود فترتقي | من بعد ما أعيا وعزّ المرتقى |
ما إن ترى عينٌ لصبْحِك مَصْبحاً | للعاشقين ولا كليلِك مَغْبقا |
زَهَرْت رياضك واجَتليتَ محَّلثاً | وصفت مياهك واحْتسيْتَ مرنقا |
أفتلك دجلةُ بالنعيم مرفرفاً | تجري وبالعذب الزلال مصَّفقا |
باتت تدفقها الرياح وإنما | ضاقت مسايلُ مائها فتدفقا |
وبكت لواردها أسىً وكأنها | أمست تصعِّد منه صدراً ضيِّقاً |
أقضى مرامِك أن تَفيضَ فتشتكى | ظمأ ربوعُك او تفيض فتغرقا |
لو يعلم الشجرُ الذي أنبتَّهُ | ما حل فيك منَ الأذى ما أورقا |
رَجَعت خلاءً كفُّهم بك ثرةً | وَرَجعت انت أبا الخزائن مُملِقا |
اشفقت مما قد مُلكت قساوةً | ان لا ترِقَّ اذا ملكتَ فتُشفقا |
مالي وطارقةُ الخطوب اذا دهت | فلكم سألت الله ان لا تُطرقا |
عزم الرجال اذا تناهى حدهُّ | مثلُ الكِمام اذا استوى فتفتقا |
مَثَلٌ جرى فيما مضى لمحنكٍ | من " يعرب " رام السداد فَوُفِّقا |
أعيا به جمع العِصي فلم يُطِق | تحطيم َوحدتهنَّ حتى فرَّقا |
أهدى لكم ، لو تقتفون سبيله ، | مَثَلاً به كان السبيلَ الى البقا |