أمم تجدُّ ونلعَب ..
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أُممٌ تَجِدُّ ونَلعبُ | ويُعذَّبون ونَطرَبُ |
المَشرِقُ الواعي يَخُط | مَصيرهُ والمَغرب |
فهُنا دمٌ يَتعهَّد الجيلَ | الجديدَ فَيُسكب |
وهنا كِفاحٌ – في سبيلِ | تحرُّرٍ – وتوثّب |
وهنا جماهيرٌ يخُبُّ | بها زعيمٌ أغلَب |
ونعيشُ نحنُ كما يعيشُ | على الضفافِ الطُحْلُب |
مُتطفِّلينَ على الوجودِ | نعومُ فيه ونَرْسُب |
مُتذبذِبينَ وشرُّ ما | قتلَ الطُموحَ تَذبذب |
نُوحي التطَيرَ كالغُرابِ | إلى النفوس وَتْعَب |
ونبُثُّ رُعباً في الصفوفِ | بما ندُسُّ ونكذِب |
نَدعو إلى المستعمرينَ | لسوِطهم نَتَحبَّب |
نَهوى تَقَربَهم وفيه | حتفُنا يتقرّب |
متخاذلينَ كما يشاءُ | تعنّتٌ وتعصّب |
إنَّ العراقَ بما نُحَشِّدُ | ضِدَّه ونؤلَّب |
بيتٌ على يدِ أهلهِ | مِمَّا جَنَوا يَتخرَّب |
إنَّ الحياةَ طريقُها | وعرٌ بعيدٌ مُجدِب |
عرَقُ الجبينِ على | الدماء فويَقها يتصببَّ |
ومِنَ الجماجم ما يَعيقُ | الواهنينَ ويُرْهِب |
يَمشي عليها الآبِنُ | يُنجِزُ ما تَرَسَّمهُ الأب |
ولكَم تخلَّفَ مَعشرٌ | عنها وشُرِّدَ مَوكب |
ووراءها الواحاتُ طابَ | مراحُها والمَشرَب |
ونُريدُ نحنُ لها طَريقاً | منهجاً لا يُنْصِب |
الجَاهُ ينْعَمُ تحتَ | ظِلِّ جِهادِنا والمنَصِب |
قُلْ للشبابِ تحفَّزوا | وتيقَّظوا وتألَّبوا |
وتأهِّبوا للطارئاتِ | فانَّها تَتأهَّب |
سيَجِدُّ ما سيطولُ | إعجابٌ به وتعجّب |
سيزولُ ما كنَّا | نقولُ مُشرِّقٌ ومُغرِّب |
ستكونُ رابطةَ الشعوبِ | مبغَّضٌ ومُحَبَّب |
سِيروا ولا تستوحشوا | ورِدُوا ، ولا تَتَهيَّّبوا |
لا تَظمأوا إن الحياةَ | مَعينُها لا يَنْضُب |
سِيروا خِفافاً ، نَفْسُكمْ | وصَفاؤها ، والمذهب |
لا تُثقلوها بالعويصِ | وبالغريبِ فتتعَبوا |
وتَلَمَّسوا أُفقاً تلبَّدَ | غَيَمُهُ ، وترقَّبوا |
يَنْهّضْ لكُمْ شَبحٌ | بمسفوحِ الدماءِ مُخَضَّب |
غضِرُ الصِبا وكأنَّه | مِمَّا تغبَّرَ أشيب |
ذو عارضتَينِ فمؤنسٌ | جَذِلٌ . وآخر مُرعِب |
يَرنو إلى أمسٍ فيعبِسُ | عندهَ ... ويُقطِّب |
ويلوحُ فجرُ غدٍ فيركُض | نحوه ويُرحَّب |
يأوي إليهِ مُعمَّر | ويخافُ منه مُخرّب |
مخضَ الحياةَ فلم يُفُتْهُ | مُصرَّحٌ ومُرَوَّب |
وانزاحَ عنْ عينيهِ ما | يُطوى عليه مُغَيَّب |
فاستلهِموهُ فخيرُ من | رَسَمَ الطريقَ مُجرِّب |
لا تجمُدوا إنّ الطبيعةَ | حُرَّةٌ تتقلَّب |
كونوا كرقراقٍ بِمَدرجةِ | الحَصى يتسَرَّب |
نأتي الصخورُ طريقَه | فيجوزُهنَّ ويَذهب |
وخُذوا وُجوهَ السانحاتِ | منَ الظروفِ فقلِّبوا |
فاذا استوَتْ فتَقحََّّموا | وإذا التوَتْ فتَنكبَّوا |
وإذا وجدتُم جذوةً | فضعوا الفتيلَ وألهِبوا |
مُدُّوا بأيديِكم إلى | هذا الخليطِ فشذِّبوا |
وتناولوا جَمراتِكم | آناً وآناً فاحصِبوا |
لا تَحذَروا أن تُغْضِبوا | مَن سرَّهُ أنْ تُغضَبوا |
كُونوا كعاصفةٍ تُطَّوحُ | بالرمالِ وتَلعب |
وتطلَّبوا بالحتفِ مَن | لحتُوفِكُمْ يتَطلَّب |
لا يُؤيسَنَّكُمُ مُقلُّ | عَديدكم أنْ تَغْلِبوا |
إنْ لم يكنْ سببٌ يَمُدُّ | خُطاكُمُ فتسبَّبوا |
لا تَنْفروا إن الحياةَ | إليكمُ تتقرَّب |
لكمُ الغدُ الداني القُطوفِ | وصَفْوُهُ المُستَعْذَب |
إنّ النضالَ مُهِمَّةٌ | يَعيا بها المُتَرهِّب |
سَيرى الذينَ تدَّثروا | وتزمَّلوا وتَجَلْببوا |
وتحدثَّوا نَزْراً كمِعْزاةٍ | بجدب تُحلب |
وتَنادَروا هَمْساً كما | ناغَى " جنيدبَ " جُنْدُب |
خطواتُهمْ وشِفاهُهم | ورْوسُهم تَترتَّب |
نَسَقاً كما الآجُرُّ صَفَّفَهُ | صَناعُ مُدَرَّب |
إنّ الحياةَ سريعة | وجريئة لا تُغْلَب |
تَرمي بأثقالِ السنينَ | وراءها وتُعَقِّب |
وتدوسُ مَن لا يستطيعُ | لَحاقها وتؤدِّب |