استعطاف الأحبة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كلُّ ما في الكون حب وجمالُ | بتجليك وان عز َّ المنالُ |
بسط النور فكم ثائر بحر | هادئاً بات ، وكم ماجت رمال |
ورياض ضاحَكَ الزهرَ بها | ثغرُك الصافي وناجاها الخيال |
وسهول كاد يعرو هَضْبَها | نزقٌ من صبوة لولا الجلال |
ما لمن يهوى جمالا زائلا | وعلى البدر جمال ما يُزال |
لا عدمِناك مروجاً للهوى | جدَة فيها ، وللدهر اقتبال |
عيشُنا غض وميدان الصبا | فيه مجرىً للتصابي ومجال |
يا أحباي وكم من عثرة | سلفت ما بالُ هذي لا تقال |
علَّلونا بوعود منكم | ربما قد علل الظمآنَ آل |
وعدوني بسوى القرب فقد | شفَّني الهجرانُ منكم والوصال |
لا أمَّل العيش ما شئتم فكونوا | لسوى حبكم يحلو الملال |
أمن العدل وما جُزْتُ الصبا | ومداه يألف الشيبَ القذال |
إنها أنفُسُ لم تخلق سدى | ورقيقات قلوب لا جبال |
أشتكى منكم وأشكو لكمُ | إنَّ دائي في هواكم لعُضال |
فعلى الرفق ! كفاني في الهوى | ما أُلاقي ، وكفاكم ذا المِطال |
ألذنبٍ تصطلي حَرَّ الجْوى | مهجٌ كانت لها فيكم ظِلال |
أرتجيها صفوة منكم وأن | زَعَموها بغيةً ليست تنال |
إنما أغرى زماني بكم | نِعَمٌ طابت وأيام طِوال |
لا أذُم الدهر هذي سُنة : | للهنا حال وللأحزان حال |
قد حثثناها مطايا صبوة | لكُمُ أوشك يعروها الكلال |
ورجعنا منكمُ خِلواً ولو | أكلت منهن آمال هزال |
لا تقولوا : هجرُنا عن علة | ربما سَرَّ حسوداً ما يقال |
أنا من جربتموه ذلك الطاهرُ | الحبِ إذا شِينت خِصال |
شيم هذَّبْنَ طبعي في الهوى | مثلَّما يجلو من السيف الصِّقال |
أيها الناعمُ في لذاته : | لذةُ النفس على الروح وَبال |
شهوة غرَّتك فانقدْتَ لها | ومُنى المرء شعور وكمال |