من لندن الى بغداد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حياكَ ربُّكَ من ساعٍ بسراءِ | يلقى الوفودَ بوجهٍ منهُ وضّاءِ |
فاضت أساريرهُ بشراً فما وَقَعَتْ | منهُ العيونُ على كَدٍّ وإعياء |
لله يومُك مشهوداً بِروَعْته | تهزّ داني بلادِ اللهِ والنائي |
في محفلٍ حجَبَ الأبصارَ موكبُهُ | فليس يحسُدُ الا الناظرَ الرائي |
هذي الوفودُ وفودُ الشعبِ حاملةً | إليك إخلاصَ آباءٍ وأبناء |
هابُوا جلالتَك العُليا فما نَطَقُوا | حَرْفاً ولا سَلَّموا إلا بايماء |
للنَصرِ فوقَك أقواسٌ نوافذُها | ترمي سويداءَ حُسادٍ وأعداء |
بغداد مثل قلوب المخلصين لكم | تُزهَى بشُعلة أنوارٍ وأضواء |
أنت الطبيبُ لشعبي والدواءُ له | وأنت شَخَّصت منه موضعَ الداء |
يدٌ من اللطف غراءٌ ولا عجبٌ | كم من يدٍ لكَ قد أسلفتَ غراء |
كم موقفٍ مثلِ حدِّ السيف ذي زلق | فَرَجْتَهُ بين إصباحٍ وإمساء |
أذيّةٌ في جهاد نِلتَها طرباً | وهل جهادٌ بلا مسٍّ وإيذاء |
في ذمةِ اللهِ ما لاقيتَ من نَفَرٍ | من الأجانب عُبّادٍ لأهواء |
الله يُخزي مهازيلاً ضمائرهُم | مأجورة بين إطراء وإزراء |
يسوؤهم أن تُرى في زِيِّ مضطلع | بثِقل شعب لما يُصميه أبّاء |
لو يقدرون أدالوا كلَّ ظاهرةٍ | وبّدلوا كلَّ نعماءٍ بغماء |
هزُّوا العراق بما اسطاعوا فما أخذت | منه تَضارب انباء بأنباء |
كانوا وما أمّلوا من زُخْرُفٍ سفهاً | كمن يَخُطّ الذي يهوي على الماء |
مررتَ باللغو مرّ الهازئين به | بأُذْنِ حُرٍّ عن الفحشاء صمّاء |
حراجة بالكريم الحر موقفُه | حيران ما بين قومٍ غيرِ أكْفاء |
إنْ يهمزوك بإرجافٍ فقد بُليتْ | كلُّ الشعوبِ بهمّازٍ ومشّاء |
هوِّن فما قام هدّامٌ بمعوله | إّلا وقام عليه ألْفُ بنّاء |
يأبى شعوريَ أن يلقاك عن كثب | إّلا بقافيةٍ تأتيك غراء |
ومَرْحَباً بك في طياتها نَفَسٌ | كنسمةِ الفجرِ قد طُلّت بانداء |