شهيد العرب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وطني الغضيضُ إهابُهُ | أصبو له وأهابُهُ |
خُضْر الحقولِ طَعامُه | والرافدان شَرابه |
حَبُّ القلوبِ رِمالهُ | كُحْلُ العيون تُرابه |
إن ساءَ مبدأُ موطني | فعَسىَ يَسَرُّ مآبه |
لم يبقَ فيه بقيِّةٌ | ظُفْرُ الزمان ونابه |
بيد الظروفِ دَنيَّةٌ | العوبةٌ أحزابه |
وعلى رَحَى تفريقه | مطحونةٌ " أقطابه" |
شعراؤُهُ متكالبونَ | ومثلهم كُتّابه |
هيهاتَ ينهضُ موطنٌ | حُبُّ التقسمُّ دابه |
سَحقَ الزمانُ رؤوسَه | فترأسَّتْ اذنابه |
فاذا نَبَا دهرٌ به | فحُماتهُ نُهَّابه |
تبغي السفورَ نساؤهُ | وعلى الرجال حِجابه |
ضجَّت جُيوبُ الأجنبي به | وضجَّ " وطابه " |
من طول ما امتلأتْ به | أكراشُه وعِيابه |
وابنُ البلادِ على الكفاف | يطولُ فيه حِسابه |
تبكي لنقص الساكنينَ | قصورهُ وقِبابه |
ومن المذلّةِ حُمِّلتْ | مالا تُطيقُ رقابه |
مضَّ العتابُ به وذو | الشكوى يُمِضُّ عِتابه |
والشاعرُ الغَضبانُ اعذرُ | ما تكونُ غِضابه |
الموجعاتُ حسانُهُ | والمُبكياتُ عِذابه |
لو لم يُنفه بالقريض | أودِت بهِ أوصابه |
قلبي وشِعري سالَ من | هذا وذاكَ مُذابه |
حيِ الشبابَ تناهضُوا | فخر العراق شَبابه |
بِهُمُ ازدهتْ نهضاته | وبهِمْ سَمَتْ آدابهُ |
صُونوا القضيةَ اِنها | سِرٌّ وأنتُمْ بابه |
أما السؤالُ " فقبرِصٌ " | " وأبو عَليَ " جَوابه |
البَرُّ ضاقَ فسيحهُ | والبحرُ جاشَ عُبابه |
يومَ استقَّلتْ بالمليكِ | ابي الملوك رِكابه |
يا نازحاً عَودُ الكرامة | عودُهُ وإيابهُ |
هذا كتابكَ والفتى | تاريخهُ وكتابه |
اللهُ يعرِفُ ما أتيتَ | وبيتهُ وشِعابه |
وأخو المتاعبِ لا يَضيع | سُدىً ولا أتعابه |
سيّانِ شُهدُ الدهر عند | العاملين وصَابه |
ولعزة الأوطان هان | على " الشهيد " مُصابه |
أمر جليل بالتقاعس | لا تُراضُ صعابهُ |
وبقدر مَسعى الطالبينَ | له يكونُ طِلابه |
ما للفؤادِ وُعودهُ | طالَتْ فطالَ عَذابه |
واذا تغالَبَ والرَجاءُ | فيأسُه غِلابه |
والدهرُ يُنبيء أنَّ | أحزانَ الوَرَى أطرابُه |
ظمآنةٌ لا تمتَلي | من عَبرةٍ أكوابهُ |
وطني وفوق الذَنبِ | كان جزاؤه وعِقابه |
بشَّرتُهم بِعمارهِ | اذ قيلَ تمَّ خَرابه |
مُلْك أريدَ " دَمارُه" | فتعجَّلتْ أسبابه |
قَلبُ السياسةِ لا ترِقُّ | على الضعيفِ صِلابه |