الشباب المر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
طوت الخطوبُ من الشباب صحيفةً | لم ألقَ منها ما يُعِز فراقها |
ومسهدٍ راع الظلامَ بخاطر | لو كان بالجوزاء حَلّ نطاقها |
ترنو له زُهرُ النجوم وإنها | لو انصفته لسَوّدتْ احداقها |
أفدي الضُّلوع الخافقات يروعني | أن الرقاد مسكِّن خفاقها |
وأنا الموآخذ في شظايا مهجة | حَمّلْت مالا تستطيع ، رقاقها |
ضمنت لي العيش المهنأ لوعة | أَخذت على شُهْب السما آفاقها |
يشتاق إن يردَ اللواذع منهلا | صبٌ ولولا لذةٌ ما اشتاقها |
هزجٌ اذا ما الوُرق نُحن لانني | خالفت في حب الأسى أذواقها |
كم نفثةٍ لي قَنَّعتْ وجه الدجى | هماً وأوحت للسُها إخفاقها |
ومهونٍ وجدي عَدَتْهُ لواعجٌ | اخرسن ناطقَ عذله لو ذاقها |
ما في يديْ هي مهجةٌ وهفا بها | داءٌ ألّح ، وَعبرةٌ وأراقها |
يا مهبِطَ الرسل الدعاة إلى الهدى | عليا بنيك عن العلى ما عاقها |
زحفت بمدرجة الخُطوب ففاتها | شأو المُجِدِّ من الشعوب وفاقها |
لحقت فلسطينٌ بأندلسٍ اسىً | والشامُ ساوت مصرَها وعراقها |
مهضومةٌ من ذا يرد حقوقها | وأسيرةٌ من ذا يفُك وَثاقها |
يسمو القويُّ وذاك حكم لم يدع | حتى الغصونَ فشذَّبت أوراقها |
نقضت مواثيقَ الشُّعوب ممالكٌ | باسم العدالة أبرمت إرهاقها |
لم تُنْصفوا الأمم الضِعافَ ، ورَدَتُمُ | عذْب الحياة وأُرِدت غَسْاقها |
ان الذي قسم الورى جعل الحبا | نصفاً وقسَّم بينهم أرزاقها |
هُبي ليوثَ المشرقينِ وجددي | منها الحياة وقوِّمي أخلاقها |
صبحٌ من الآمال أشرق إن يكنْ | حقاً فشمسكَ عاودت إشراقَها |
أسمعت تَهْدار الأُسود مهاجة | تحمي العرينَ وهل رأيت وفاقها |
تلك الشُّعوب المستكينة . من جلا | عنها القذى ؟ من حثَّها ؟ من ساقها ؟ |
ولقد علمت بان ذاك لغاية | تسمو بها إذ أكثرت إطراقها |
لك في محاني " الدردنيل " معاصم | آلت تمد على رُباك رِواقها |
حلَفت بمجد الشرق لا خانت له | عهداً، فأحكمَ حِلفُها ميثاقها |