الثلاثون
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ثلاثين أَطْفَأتَ… يا صاحبي | وها أنتَ منكفيءٌ فوقَ طاولةٍ، آخرَ البارِ | بين القصيدة، والحُزنِ | ها أنتَ من دونِ بيتٍ | تكدّسُ كتبَكَ تحتَ السريرِ | وتَحْلُمُ في بنطلونٍ جديدٍ | وفجرٍ جديدٍ، بوُسْعِ مجاعاتِ عُمرِكَ | تَحْلُمُ أنْ يتصدّرَ اسمُكَ بعضَ الجرائدِ | أنْ تتسكّعَ تحتَ رَذَاذِ الصباحِ اللذيذِ معَ امرأةٍ | أنْ تنامَ بدون ديونْ | وها أنتَ بين الفنادقِ، والبردِ | بين الليالي، ونافذةٍ | كنتَ تَحْلُمُ من خلفِ قضبانِها، | والزجاجِ المكسّرِ | - كالأمنياتِ – | ببيتٍ صغيرٍ، يسيّجهُ الشِعرُ والبرتقالُ | ومكتبةٍ،… | وصغارٍ، يضجّون في باحةِ البيتِ باللعبِ والزقزقاتِ | ثلاثون مرَّتْ | فما ترتجي بعد هذا العناءِ الطويلِ | أَلمْ تقتنعْ بعدُ | أنَّ الأماني سرابٌ | وأنَّ حياتَكَ… محضُ احتراقْ | شمعةٌ تَنْطَفِي… | إثرَ أخرى | ……… | ………… | ………… | ………… | وأَعْرِفُ أنَّ ثلاثين عاماً،... يمرُّ | هو العُمرُ… | لكنَّني لا أبوحُ | وما بعدهُ؟ | غير أنْ تتوكَّأَ عُكَّازَةَ الشيبِ | متجهاً… | نحو قبرِكَ | قبلَ الأوانْ | * * * | 14 كانون الثاني 1985 - السليمانية | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .