أرشيف الشعر العربي

أغنيات العريف صباح

أغنيات العريف صباح

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

في وميضِ الرصاصةِ، كانتْ عيونُ الجنودِ، وراءَ السواترِ

تَثْقُبُ جنحَ المساءِ المخَيِّمِ، تزدادُ وهجاً…

كجمرِ السجائرِ، في هبّةِ الريحِ…

مَنْ أوقدَ النارَ..!؟......

إنَّ الأوامرَ تمنعُ - في حَلَكِ الليلِ -

أيَّ وميضٍ…

سوى جمرةِ القلبِ،

تلك التي تتوهّجُ

مثل المواقدِ "تشجرها" الذكرياتُ…

إذا حلّقَ الصَحْبُ،

كان "صباح"، العريفُ، يُغنِّي بصوتٍ رخيمٍ

- كبوحِ السواقي الحزينةِ -

يقطرُ وجداً:

"اللي مْضيّع ذَهَبْ……

بسوق الذَهَبْ يلگاه…

واللي مضيّع مُحبْ

يمكن سَنَه وينساه…"

تقاطعُهُ رشقاتُ المدافع

"بس المضيّع وطنْ

وَينْ الوطنْ يلگاه…!؟"

ثم يجلِسُ فوق سريري

يُحدِّثُني عن هواهُ…

فيأتلقُ الليلُ: نجماتُهُ والرصاص

……

قِيلَ كان صباحُ العريفُ إذا أطبقَ الموتُ فكّيهِ، غَنّى...

وقيلَ صباحُ المشاكسُ في الحبِّ والحربِ

طلقتُهُ لا تخيبُ

يشمُّ النخيلَ، فيَعرِفُ أنَّ الحبيبةَ

مرَّتْ – قُبيلَ الغروبِ – بفُسْتانِها البرتقاليِّ

يَعرِفُ ماذا يُخبِّيءُ – خلفَ السواترِ – هذا المساءُ الثقيل

فيحمِلُ رشّاشَهُ – صامتاً – ويغيبُ

بجوفِ الظلامْ

* * *

18/6/1983 بغداد

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .

عابـرة

قصيدة حزن كلاسيكية

مقاطع صغيرة

شيزوفرينيا

قصائد المطر