أرشيف الشعر العربي

مرايا الوهم

مرايا الوهم

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

توهّمتُ أنَّ النساءَ سيَحفَظنَ ودِّي

وأنَّ المدينةَ - تلكَ الضياعُ الكبيرُ -

ستذكُرُ وَجْهي،

إذا ما تغرّبتُ عن ليلِ حاناتها - ذاتَ يومٍ -

وأَنَّ المقاهي ستسألُ صَحْبي

لماذا تأخّرَ

عن شايِهِ والجرائدِ؟

في أيِّ بارٍ تشظّى…؟

بأيِّ الزِحامِ أضاعَ أمانيهِ والخطواتِ؟

على أيِّ مصطبةٍ داهمتهُ طيورُ النُعاسِ المفاجيءِ

فأنسلَّ من بين أحلامهِ والجنونِ…

ونامْ

توهّمتُ أنَّ الجرائدَ – يا للحماقةْ -

سترثي رحيلي المبكّرَ…

إنَّ عيونَ التي قايضتني الندى، باللظى

والقصيدةَ، بالبنطلونِ القصيرِ

ستَغسِلُ أخطاءَها بالدموعِ، ورائي..

توهّمتُ أنَّ الحَمَامَ الذي كان يَنْقُرُ نافذتي، في الصباحِ

سيهجرُ أعشاشَهُ، في الحديقةْ

إذا ما رأى مقعدي فارغاً..

والكتابَ الذي فوقَ طاولتي

مطبقاً، صامتاً

والأزاهيرَ كالحةً لا ترفُّ

………

………

توهّمتُ…

يا ليتني ما صحوتُ من الوهمِ، يوماً

فأُبْصِرُ كلَّ المرايا مكسّرةً

والمساءاتِ فارغةً، في المدينةِ، حدَّ التوحشِ

لكنَّني…

- بعد عشرين عاماً مضينَ (.. وماذا تَبَقَّى؟) -

سأمضي مع الوهمِ…

حتى النهايةْ

* * *

آب 1985 بغداد

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .

أوراق

غزل

كوابيس

لوحـة

خطوط