حياتكِ؛ ورقةٌ بيضاء مدرسيَّة... |
تعبقُ بالترفِ الناصعِ ورائحةِ الليمونِ... |
وحياتي؛ مُسَوَّدَةٌ لقصائد شاعرٍ مخمورٍ |
تركها على الرصيفِ، ومضى يبحثُ عن حُلْمٍ لليلةٍ واحدةٍ فقطْ |
أو عشاءٍ لليلةٍ واحدةٍ فقطْ... |
أحلامكِ مرتّبةٌ على الشرشفِ المطرَّزِ بالنمنماتِ |
وأحلامي سريرٌ من الفوضى... مبقّعٌ بزهورِ الرغباتِ الذابلةِ |
وَجْهُكِ مرآةٌ... |
(كيفَ لمْ أنتبهْ إلى شحوبي وأنا أتطلّعُ |
إلى وَجْهي عِنْدما كنتِ تَجلِسين إلى جانبي؟) |
ووَجْهي طاولةٌ… |
(كيفَ لمْ تنتبهي إلى هذا الإنحرافِ البسيطِ في مزاجِ قلمكِ الطويلِ الأهيفِ |
وأنتِ تَكتُبين واجبكِ المدرسيَّ مثلما تَكتُبين رسائلَكِ الغراميَّةَ) |
حُزنكِ، غيمةُ صيفٍ عابرةٌ |
(مرَّ عشرون صيفاً على عُشْبِ عُمرِكِ |
وأنتِ لمْ تجرِّبي البحرَ.. |
قولي، متى ستذوقين جنونَ الموجِ؟ |
متى ستذوقين لسعَ الرمالِ؟ |
إذا كنتِ تخافين أنْ يبتلَّ ذيلُ فُسْتَانِكِ |
بدموعِ البحرِ!) |
وحُزني، أشجارٌ هرمةٌ |
تَمُدُّ جذورها عميقاً... |
في رمادِ الذكرياتِ والثكناتِ والدروبِ المعتمةِ |
أيّامكِ، كريستالٌ، ومجلّاتُ أزياءٍ، |
وهاتفٌ معطّرٌ، يرنُّ طويلاً ثمَّ يسكتُ...، |
ومظلّةٌ للمطرِ وللحبِّ أحياناً |
وأيّامي، ورقٌ... ورقٌ (ليسَ مغلّفاً بالسليفون): |
ورقةٌ لقائمةِ الكهرباءِ التي لمْ أسدّدْها بعدُ |
ورقةٌ لنقلِ وظيفتي إلى دائرةٍ أخرى |
ورقةٌ للمحاسبِ |
ورقةٌ للفتاةِ العابرةِ |
ورقةٌ للغشِ في الإمتحانِ |
ورقةٌ للقصيدةِ العنيدةِ |
ورقةٌ للتمزيقِ |
ورقةٌ للبكاءِ |
ورقةٌ للـ… |
قولي: |
ماذا أفعلُ لهذهِ الفوضى التي يسمّونها – تجاوزاً – حياتي |
وأسمّيها – مُضطرّاً – حماقاتي |
أنتِ... لمْ تجرِّبي ذلك |
لمْ تجرِّبي أيَّ شيءٍ |
لمْ تجرِّبي |
سوى: |
تستيقظين في السابعةِ إلّا ربعاً (صباحَ الخيرِ بالقشطةِ) |
وتهبطين المصعدَ في الثالثةِ ظهراً (حقيبتكِ فارغةٌ من الساندويجةِ الصغيرةِ ورسائلِ الحبِّ...) |
لذا تسرعين قليلاً إلى البيت بحجَّةِ التعبِ، وتنامين على فلمِ السهرةِ (أحياناً يمتدُّ فيلمُ السهرةِ إلى منتصفِ نُعاسِكِ أو يمتدُّ نُعاسُكِ إلى منتصفِ الفيلمِ أو...) |
فتغلقين جفنيكِ الوديعين على فراغٍ أَبْيَضٍ |
ماذا ستكون حياتكِ |
بلا قصائد... |
ماذا ستكون حياتكِ... بلا حماقاتٍ |
ماذا ستكون حياتكِ بلا ذكرياتٍ |
أمّا أنا... |
فسأكتفي من كلِّ حياتِكِ |
بقِطْعةٍ من الشوكولاتة... |
ألتهمها على عجلٍ |
وأقولُ: |
آهٍ... لقد عشتُ معكِ... |
أجملَ الذكرياتِ |
* * * |