ظهورُ الأمور خلافٌ البطونِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ظهورُ الأمور خلافٌ البطونِ | وغيبُ الصدور خفِيُّ الكُمُونِ |
وكم صاحبٍ غرَّني حبله | فأعصمتُ منه بغيرِ الأَمُون |
تناسيت عهدِي أبا جعفرٍ | كأَنِّيَ مِنْ سالفاتِ القرون |
لئن كانَ غيبُكَ لي هكذا | فلا زلتَ مني بدارِ شَطون |
أَظُنُّ القراطيسَ في مِصْركُمْ | تخوَّنها ريبُ دَهْرٍ خئون |
فلو أنَّها صفحات الخُدود | يُكتَّبُ فيها بماءِ العيون |
لما أعوزتْك ولكن جَفَوْتَ | فألغيتَ شأني خلالَ الشؤون |
تراه إذا أنت فكرت في | ه كالعِبْء تحمله بالجفون |
تَهابُ دواتك حتى كأنْ | نَ حَوْضَ دواتِكَ حوضُ المَنون |
وظَلَّ كتابيَ ملقى ً لديك | بدار اطراحٍ ومثواة ِ هُونِ |
إذا ما دخلْتَ فلاحظتَهُ | نظرتَ إليه بطرفٍ شَفون |
أبا جعفرٍ عَدِّ عنيِّ وعنْ | كَ وُدّاً تُزَيِّنُهُ بالعُهون |
ولا تَخْدعَنِّي ولا يَخْدَعنْ | ك لفظٌ تَزَيِّنْه بالرقون |
فإني امرؤٌ قلَّ من لا أرى | له شجناً فيُرى من شجوني |
ولستُ أكُدُّ أخي بالعتا | ب عند تماديه كدَّ الحَرون |
ولا أشْتَرِي وُدَ شكسٍ به | ولا يَشْترِي النَّاسُ وُدِّي بدُون |
وما كان مثلُك في شأَنهِ | ليُحْجَب عن سِرِّ نفسِي المَصون |
فلا تغضبنَّ أبا جَعْفرٍ | فإني صَدقْتُك عينَ اليقين |