أمسى دمشقيُّ الأمير ودهرُه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أمسى دمشقيُّ الأمير ودهرُه | ملقٍ عليه بركَهُ وجِرانَهُ |
والى عليه مصيبتين أفاضتا | عبراتِه واستذكَتا أحزانه |
بأخٍ شقيقٍ بعد أُم بَرة ٍ | بالأمس قطَّع منهما أقرانه |
وأجلُّ رُزءيه أخوه فإنه | قد كان مُنصَلَهُ وكان سنانَهُ |
فليُحيِه الملك الهُمام فلم يَفت | مَحياهُ قدرتَهُ ولا سلطانه |
وحياتُه لي أن أقوم مقَامَه | وأسُدُّ من دار الأمير مكانَهُ |
كيلا أرى أحداً يُقاتُ برزقه | غيري ويُوطَنُ بَعْده أوطانه |
ومتى خلفتُ أخي هناك فإنما | أنا روحُه إن لم أكن جثمانه |
فهل الأمير بذاك مُسعِفُ عبدِهِ | متطولا ومُكمِّلا إحسانه |
أم لا فعبدُك باسطٌ لك عذرَه | إمَّا أبيتَ ولائمٌ حرمانَهُ |
أنَّى يلومُك طائعا من لا يرى | ما دمتَ حيا أن يلومَ زمانَهُ |
وأظن أنك لا محالَة مُسعِفي | ظنا سيتْبَعُ شكُّه استيقانه |
لِترُبَّ ما قد كنت توليه أخي | عندي وتعمرَ جانبي عمرانَهُ |
لستَ الذي يُولي الوليَّ صنيعة ً | حتى إذا حَينُ الوليَّ أحانَهُ |
كنتَ الذي يرثُ الصنيعة َ بعدَهُ | لكنْ يورّثُها ولو جيرانه |
كيما تتُم لك الصنيعة ُ عنده | حَيا ومَيْتاً لابساً أكفانه |
ولكي تبايَن كلَّ مُنعم نعمة ٍ | سلب الزمانُ وليَّهُ فأعانَهُ |
وكم امريء سلبتْ يداهُ وليَّهُ | مع دهره الخوَّانِ لمَّا خانه |
وأخي كبعض الغَرس كنتَ تَرُبّه | حتى تخوَّن يُبسه عيدانَه |
وأحقُّ مصروفٍ إليه شِرْبَهُ | مَنْ واشَجَتْ أغصانُهُ أغصانَهُ |
فإِليَّ فاثنِ عِنانَ سَيْبك بعدَهُ | فأحَقُّ من تَثْني إليه عِنانَهُ |