عيدٌ يعود كعود عُرفك دائماً
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عيدٌ يعود كعود عُرفك دائماً | نلقاك فيه مثلُ عرضك سالما |
تُعطي فيهدم جودُ كفك ثروة ً | وتشيد أنت معالياً ومكارما |
ولعلَّ ماتلقي لمجدٍ بانيا | إلا امرءاً أضحى لمالٍ هادما |
وجرت ظباؤك للوَلى أَيامنا | سُنُح الوجوه وللعدو أشائما |
وطرفْتَ عيناً لاتزال لها قذى | ووطئت أنفاً من حسودك راغما |
ورأت أبا العباس عينُك بالغاً | ماقد بلغتَ مُحارباً ومُسالماً |
وأخاه هارون الذي أضحى له | في الصالحات مُشاكلاً وملائما |
أخوان أيهما بلوتَ وجدْتَه | في كل نائبة مفيداً عاصما |
وإذا هما عند الفعال تَباريا | فكأنما باري ابنُ مامة َ حاتما |
الأحسنَين ظِهارة ً وبِطانة ً | والأطْيبين مَشارباً ومَطاعما |
الألينين مَلامساً ومعاطفاً | والأصلبين مَغامِزاً ومعاجما |
نلقى أبا العباس بدراً طالعاً | وشقيقَه هارون نَجماً ناجما |
وأباهُما شمسا تُمدُّ بنورها | نوريهما أبداً مِداداً دائما |
وشقيقة ٍ قالت أراه مُفكراً | حتى أراه من السكينة نائما |
فأجبتُها إني امرؤٌ هيامَة ٌ | في كل وادٍ ما أُفيقَ هَماهِما |
أُمسي وأصبحُ للشوارِد طالباً | بهواجسٍ حول الأوابد حائما |
متوخياً حظي بذاك مؤدياً | فرضاً لخيرِ الطاهريّة لازما |
ملكٌ يُطيع الجودَ في أمواله | عند السؤالِ ولا يُطيع اللائما |
مازال يحبوني الجزيلَ وإنما | أحبوه مدحي صادقاً لازاعما |
ومتى يقوم بحق مدحك شاعرٌ | حتى يُرى في كلِّ وادٍ هائما |
يابنَ الأُلى لم يوجَدوا إلا وهُمْ | عظماءُ دهرٍ يدفعون عظائما |
وابنَ الأُلى لم يعدُ دهرٌ طورَه | إلا غدوا خُطماً له وخزائما |
الناكلين عن المآثِم والخنا | والنافذين بصائراً وعزائما |
أعني عبيد اللَّه خيرَ عبيده | إلا أئمتنا العظامَ جراثما |
يامَنْ يُحِبّ المجدَ حبّاً صادقاً | ويرى مغارمَه الثقالَ مغانما |
يامن إذا كًسَى المديحَ معاشِر | حلياً لهم كُسي المديح تمائما |
عُوذاً لأخلاق وخَلْقٍ أصبحا | في الحُسن أمثالاً لنا ومعالما |
عجباً لمن نسي العواقبَ جوده | نسيانَ جودِك كيف يُدعى حازما |
ولمن عفا عمن هفا متمادياً | يوما كعفوك كيف يُدعى صارما |
ولمن سَقَى مُهجَ النفوسِ سيوفَهُ | عللا كسقيك كيفَ يُدعَى راحما |
ولمن حمى الدنيا حمايتكَ التي | شَهرتْك كيف يُعدُّ غيثاً ساجما |
لكنك الرجل الذي لم نَلْقَه | إلا على سنن المحجة قائما |
تأتي الأمورَ وتتقي إتيانها | طَبَّاً بما تأتي وتترك عالما |
تعطي وتمنع ما اعتديتَ وتارة ً | تعفو وتبطشُ مُنصفاً لاظالما |
لم تَقْرِ إبهاميك فاك ندامة ً | يوماً إذا عضّ الرجالُ أباهما |
كم قد عفوْتَ فما أبحْتَ محارما | بلْ كم بطشْتَ فما انتهكت محارما |
كم قد منحْتَ فما أضعْت منيحة ً | بل كم منعتَ مُحامياً لاحارما |
يا آل طاهر المُطهَّر كاسمه | لاتعدموا نعماً ترف نواعما |
قد قلتُ للمتكلّفي مَسعاتِكم | إن الخوافي لن تكون قوادما |
سُدتم فكنتم للوجوه معاطساً | شُمّا وكنتم للرؤوس جماجما |
فإذا وُزنتم بالأباعدِ منكُم | كنتم ذُراً والآخرون مَناسما |