رواغي رواغُ الخائف القلبِ لا السالي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رواغي رواغُ الخائف القلبِ لا السالي | وهجريَ هجر النافر الجأش لا القالي |
ولو شئتَ شبهتَ الذي أستحقه | بحالك هاتيك الجليلة لا حالي |
فرفعت من قدري وخفضتَ عيشتي | وأمَّنْتَ روْعاتي وحققتَ آمالي |
ولو كان هذا أو أقل قليله | لكان لزومُ الباب ما عشتُ من بالي |
أرِدني لذاك الطولِ لا لي فإنه | عظيمٌ وزِنْ حمدي وإنْ خَفَّ مثقالي |
وإن لم تردني فانصرافي إذا غدا | يوافق ما تهوى يسكن بلبالي |
وما بي سخائي عنك لكن تتبعي | رضاك وهل يسخو بمثلك أمثالي |
وهل أنا إلا كالطريدِ طردتهُ | إذا طردتني عن فنائك أوْجالي |
محاسنك أحفظها وإن كنت قد محت | مقابح أعمالي محاسن أعمالي |
فأحسِنْ ولا تخلل فأنت أهلُهُ | وهبْ لي صفحاً عن سقاطي وإحلالي |
وإني لأعطِي الظنّ فيك حقوقَهُ | إذا جُلْتُ في أحوال فكري أجْوالي |
إخالك لو عاينتني في حفيرتي | بكيت عظامي الباليات وأوصالي |
وسرك أن أحيا كما كنت مرة | ببذل الفداء الجزل والثمن الغالي |
فلا تجفُني حياً ولا تبكِ رمتي | كمنصرف عني يسائلُ أطلالي |
ولا تتمنَّ العيشَ لي وهو فائتٌ | ونَبْتزَّنِيه عامداً وهو سِربالي |
تحدثت الأملاء أنك حابسي | على غير إجرامٍ وأنك مغتالي |
وما قيل أملاء الرجالِ وقالهم | بأسهلَ من قيلي عليك ومن قالي |
فأبق على أحدوثة الصنع إنها | صنيعُك تشكو لا صنيعي وأقوالي |
ولا تهجُ أفعالً حِساناً فعلتها | لأني امرؤ أخطأت في بعض أفعالي |
فإن هجاء المرءِ بالفعلِ نفسَهْ | هو الشيء يبقى والمقولُ هو البالي |
وما قلت لولا ما تظني سوى الذي | أراه جديراً أن يحسّنَ أحوالي |
فلا تكره السوءَى من القولِ مغرياً | بها الناس صلاها لديك مع الصالي |
كمبغض أمرٍ غامسٍ فيه نفسه | وقد كان عنه في ذرى المنظر العالي |