أشجتكَ منزلة ٌ بمَرجَيْ راهِط
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أشجتكَ منزلة ٌ بمَرجَيْ راهِط | كلاّ ولا دِمنٌ عفتْ بشلاهِط |
بل معشرٌ وعدتْهُم فجراتُهُمْ | بمغابطٍ فإذا هُمُ بمهابِط |
ظَلُّوا وقدْ أسروا المؤذِّن بينهُمْ | وكأنَّما هزموا كتائب ناعط |
وخلو بشلوِ ذبيحهم فرأيتهم | من ناتفٍ رِيشاً وآخر مارطِ |
مُستعملين أكُفَّهُمْ في أمرهِ | ببوادرٍ سبقتْ أناة َ السَّامط |
طبخُوهُ ثم أتوا به قد أُبرِمتْ | أوتارُهُ لمنادفٍ وبرابِط |
متجمِّلاً لدجاجهِ مُتجلِّداً | كتجلُّدِ المجلودِ بين ربائط |
ولقد رمتْه يومَ ذلك قِدْرُهُم | بغُطامطٍ من غَليها وغُطامِط |
حملوا عليها كلَّ ماءٍ عِندهُم | وفُراتَ كُوفَتِهم ودِجلة َ واسط |
واهاً لذاك الدِّيك بين مساقطٍ | منه عهدناها وبين ملاقط |
قوَّامَ أسحارٍ مؤذِّن حارة ٍ | سفَّاد زَوجاتٍ كميَّ مآقط |
ينفي مناعِسهُ بنفسٍ شهْمة ٍ | ويُشاهدُ الهيجا بجأشٍ رابط |
وثبَتْ عليه عِصابة ٌ كُوفيَّة ٌ | ببوادرٍ من بأسِها وفوارِط |
من ناشىء ٍ محضِ الحُلاقِ وشيخة ٍ | شوهاءَ لائطة ٍ وشيخ لائط |
يعدُو الأصاغرُ والأكابرُ خَلفهُ | عَدْوَ الكلابِ على الشَّبوبِ النَّاشطِ |
قسطوا عليه قُسوطَ غامِطِ نعمة ٍ | والمؤبِقاتُ بمرصدٍ للغامِط |
ولربَّ مقسوطٍ عليه بغرَّة ٍ | حَلَّتْ بليَّتُهُ برأس القاسِطِ |
ومن الجرائمِ ما يكونُ عقابُهُ | نقداً فكمْ نابٍ هُنالك ساقطِ |
أكلُوهُ فانتثرتْ له أسنانُهُم | وتهشَّمتْ أقفاؤهُمْ بالحائط |
من بين نابٍ إنما هو بَيْرمٌ | عِظماً وبين ثنيَّة ٍ كالشَّاحط |
وطواحنٍ قد خُرِّقتْ جنباتُها | فكأن أنكَلَها سِلاحُ مرابط |
وكأن وقع مشارطٍ من ريشه | في تِلكُمُ الأحناكِ وقعُ مشارط |
مازال يشرطُهُمْ فمنه شرطة ٌ | ومن العكوفِ عليه ضرطة ُ ضارط |
سقياً لمنتصرٍ هُناكَ لنفسه | يفْري فَرِيَّ مُزايلٍ ومُخالط |
لقي الأنامِلَ والمراضع مُقدِماً | لم يَنهزمْ عنها بأجرٍ حابط |
وغدتْ تصيحُ عظامُه وعُروقهُ | ليُفيقَ ذو جزعٍ عليه فارط |
لا تبكينّ على قتادة ِ خارطٍ | وابكِ الدماء على بنانِ الخارط |
وغدتْ مشايخُهُمْ وقد كتبوا لنا | بنواصح التَّوبات كُتب شرائطَ |
أكلوا مؤذِّنهُم فأضحوا كُلُّهُمْ | فد عُوجلوا بعقابٍ ربٍّ ساخطِ |
يتزحَّرون بأنفسٍ مجهودة ٍ | تبكي وتندرُ ندرة ً في الغائطِ |
أبصارهُم نحو السماءِ كأنما | بَصَروا بها تُطوى بكفَّي كاشِطِ |
من باسطٍ كفَّ الدُّعاءِ وقابضٍ | كفّ الدواءِ حِذار موتٍ ذاعط |
عَسُرتْ عليه لظلمه أنفاسُهُ | فكأنَّهُ في لحدِ قبرٍ ضاغِطِ |
يدعو بنيَّة قانطٍ لا شُفِّعتْ | من دعوة ٍ وُصلت بنيَّة قانط |
يتنفَّسون لكل ضرطة ِ ضارطٍ | أسفاً لها ولكل ثلطة ِ ثالط |
يا لهفَ أنفسهِمْ على ضرطاتِهمْ | بالأمس من ذاك السُّلاح الواخط |
لو أنها وُهبتْ لهم في يَومِهم | أضحوا وهم من رَوْحها بمغابط |
بُعداً لهم بُعداً لهم بُعداً لهم | من قابضٍ كفَّاً وآخر باسِط |
سخطُوا مودَّتُهم وخانُوا جارهُم | لا فارقَ الأوداجَ مُدْية ُ ساحط |
ديكٌ تناوحتِ الديوكُ لفقدهِ | مازال شيخَ عشائرٍ وأراهِط |
ومن العجائبِ أنهم ورِطوا به | في المُهلكاتِ أشدّ ورطة ِ وارِط |
ورأوا بقيَّتَهُ أصحَّ معاذة ٍ | للطِّفل بين موازجٍ وقوامِط |
فمتى اشتكتْ أطفالُهم من جِنَّة ٍ | دلفُوا لهم من مالهِ بمساعِط |
ومتى رأوْا دِيكاً ولو من فرْسخٍ | أبصرتَهُم يعْدونَ عدوَ مُبالط |
لا مُقبلينَ إليه لكن هُرَّباً | منه حِذار معاطبٍ ومَوارِط |
فهُمُ لغوغاءِ القبيلة ِ لعبة ٌ | في عسكرٍ متضاحكٍ مُتضارطِ |
ودَّت حديثَهُم الولاة ُ فربَّما | نفذتْ به في اليوم عشرُ خرائِطِ |
ما كان ديكاً بل حديداً بارداً | ولربَّ شيءٍ للظنونِ مُغالط |
لاقى هُنالك كلَّ ذلك لم يخم | عنه وهمْ من ضارطٍ أو ناحط |
وأقولُ موعظة ً لرائد منزلٍ | تَهديه معرفة ٌ وآخر خابط |
لا تنزلنَّ بمنزلٍ مُتكوِّفٍ | وتنحَّ عنه إلى المحَلِّ الشَّاحط |
إن الغوائل في المقاحِط جمَّة ٌ | فتوَّق غائلة َ المرادِ القاحط |
وآعمدْ إذا شئتَ الجِوار إلى الذَرى | إن المكاره أولعتْ بالهابط |
جاورتُ في كُوفان شرَّ عصابة | من صامتٍ عيَّاً وآخر لاغِطِ |
دقُّوا فلو أولجتهم لتولَّجوا | من دِقَّة ٍ في سمِّ إبرة خائطِ |
دلفوا لجارِهمُ بشرٍّ لازمِ | وتجانفوا عنه بخيرٍ مائطِ |
ألفيتُهُم من شرٍّ قُنية ِ مقتنٍ | للمقتنين وشرِّ لقطة ِ لاقط |
وثبوا عليّ سفاهة ً فوسْمتُهُمْ | وسمَ المسطِّع بعد وسم العالط |
قوم يبيتُ الرشدُ فيهم ضائِعاً | والغيُّ بين دواهنٍ ومواشِط |
المشترين فياشلاً لنسائهم | بدراهمٍ ووظائفاً بقرارط |
ما شئتَ من عقل ضعيفٍ واهنٍ | فيهم ومن خبلٍ شديد ضابطِ |
لو أنَّ لؤم الناسِ قيس بلؤمِهم | ما كان فيه قيسُ نقطة ِ ناقطِ |