ما أشبه العرفَ والإحسان بالحَسَنِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ما أشبه العرفَ والإحسان بالحَسَنِ | أبي محمدٍ المحمود ذي المِنن |
ذاك الذي لا يقي مالاً بصفحتِه | بل يَلبسُ المالَ دون الذم كالجُنن |
خِرْقٌ تعرضتِ الدنيا له فصَبا | إلى المكارم منها لا إلى الفتَنِ |
وخصَّنا بجَناها لا بشوكتها | فنحن في نعم منها بلا محنِ |
أذال في العُرف وجهاً غير مبتذَلٍ | وأخدم المجدَ جسماً غير مُمْتَهِن |
له حريمٌ إذا ما الجارُ حلَّ به | أضحى الزمانُ عليه جدَّ مؤتمنِ |
كأنه جنة ُ الفردوس قد أَمِنَتْ | فيها النفوس من الروعات والحَزن |
كم قد وقفنا على أيام دولتهِ | فما وقفنا بأطلالٍ ولا دِمَنِ |
وكم عكفنا على الظن الجميل به | فما عكفنا بطاغوتٍ ولا وثن |
فتى ً أبى الله إلا أن يكمِّله | قولاً وفعلاً فلم يَبخس ولم يخُن |
إذا جرى في فَعالٍ لم يقف سأماً | دون القواصي ولم ينكبْ عن السَّنَن |
وإن تكلم لم يَخْبِط مسالكه | بل قال عن لقنٍ يُمْلي على لَسنِ |
أضحى وحظ يديه من ثرائهما | كحظ عينيهِ من وجهٍ له حسن |
كما يرى الناس في يومٍ محاسنَهُ | أضعاف ما هو رائيهن في زمنِ |
تنال سُؤالهُ من مالهِ أبداً | أضعافَ ما يقتني للروح والبدنِ |
لقد أوى الجودُ من بعد ابنِ مامته | وبعد حاتمه منه إلى سكن |
رِدْهُ بلا شَطن إن كنتَ واردَهُ | أغنَى الفراتُ يد الساقي عن الشَّطَّنِ |
هذا لذاك وإن لم نوف سيدنا | حقَّ الثناء وكان الحقُّ ذا ثمَن |
واسمع أبا جعفر إن كنت متسمعاً | فلم تزل ماجد الإصغاء والأذن |
يا من حكى حاتماً في كل مكرُمة | ومن يُعِنْ ذا فعالٍ صالح يُعَن |
خلفتَ وابنُ وزير الصدق حاتمكم | جودا فأَصبح منشوراً من الكفن |
ونحن في هذه الدنيا عيالكمُ | والناسجون برود الحمد بالفِطن |
ولم تزل لك في أمثالنا سُننٌ | يرْضى بها الله في سرٍ وفي علن |
ونحن نرجو رجاءً جُلُّه ثقة ٌ | ألا يخالف فينا صالح السُّنن |
آمالُنا فيك أموالٌ محَصَّلة ٌ | وظننا فيك مرفوع عن الظِّنن |
وقد تضمنتَ أرزاقاً نعيش بها | وكان وعدك والإنجازُ في قَرَن |
فعجِّل الغوثَ إنا منك نأمله | يا سيدَ الغوث يا سيد اليمن |