اسْعَدْ بعيد أخي نُسْكٍ وإسلامٍ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
اسْعَدْ بعيد أخي نُسْكٍ وإسلامٍ | وعيدِ لهوٍ طليق الوجهِ بسَّامِ |
عيدان أضحى ونوروزٌ كأنهما | يومَا فعالِك من بؤسٍ وإنعامِ |
من ناصحٍ بالذي تحيي النفوسَ به | وحائلٍ بين أرواحٍ وأجسامِ |
كذاك يوماكَ يومٌ سيْبُهُ دِيَمٌ | على العُفاة ويومٌ سَيْفهُ دامي |
لله أضحى ونيروزٌ لبستهما | على عفافٍ وجُودٍ غيرِ إلمام |
أضْحتْ يمينُك في النَوْروز فائضة ً | بالمال لا الماء فيْضاً غيرَ إرهامِ |
لَهَوْتَ فيه بجد النَّفح واجتَنَبتْ | دعابة َ النضح نفسٌ همُّها سامي |
ثم انصرفْتَ إلى الأضحى وسُنَّته | فأي مِطعانِ لباتٍ ومِطعام |
ألحمتنا الكُومَ فيه فألُ مارِقة ٍ | ستُلحمُ الطيرَ منها أيَّ إلحام |
لازلت تنحر في أمثاله أبداً | شتَّى نحائرِ أعداء وأنعام |
فمن لحامٍ تريباتٍ بلا وضم | إلا الثرى ولحام فوق أوضام |
فِعْلَ امرىء غير ظَلاَّم لمُنصفِهِ | للظالمين وللأموالِ ظلاَّم |
فكفُّهُ كفُّ تقبيلٍ يُفازُ به | ووجهُه وجهُ إجلالٍ وإكرام |
كأنّه شمسُ إصحاء وحاشى له | من أن يُقاسَ إليه بدْرُ إعتام |
فيه بشاشة وصّالٍ ورونقُهُ | وفيه إن راب ريبٌ حَدُّ صرّام |
لا تَغتَر بحياء فيه من شرسٍ | فالماءُ في كُل عَضْبِ الغرب صَمْصام |
وزيرُ سِلم وحَرْبٍ لا كفاءَ له | مازال حَمَّال أرماحٍ وأقلام |
إذا ارتأى الرأي في خَطْبٍ أُتيحَ له | فيه السدادُ بفكرٍ أوبإلهام |
فلم يَهِمْ بين إنكارٍ ومعرفة ٍ | ولم يخمِ بين إحجام وإقدام |
خبِّرهُ بالداء واسأله بحيلته | تُخْبَرْ وتَسْلَ أخافهمٍ وإفهام |
كم اشترى بكرى عينيه من سهرٍ | وباع في اللَّهِ لذَّاتٍ بآلام |
للَّهِ مُطروه ما أضحّوا لأنفسِهم | ولا له يومَ زاروه بِلُوّام |
آبوا بحظ بلا إثم وكم صدروا | عن آخرين بحرمان وآثام |
مُطَلَّبٌ بعطايا ما يُنهنهها | عذْل العواذِل طَلاَّبٌ بأوغام |
مُعاوِدٌ نَقْضَ أوتارٍ وآونة ً | مُعاودٌ عفوَ زلاّتٍ وأجرام |
يُعْطى فينطق ذا الإفحام نائله | ويُفحم الفحل شِعرا أيّ إفحام |
يغدو وقد حل عافوه بذي كرم | إدْلالُ سُؤَّاله إذلالُ غُرَّام |
لابل ترى لهمُ فيما حوت يدُهُ | وهو المحكَّم فيه حُكمَ حكَّام |
أخو سماح يمُتُّ الأبعدونَ به | حتى كأنّهمْ منَّوْا بأرْحام |
مستأنسين ببشرٍ منه آنسهُم | من قبله بشرُ حُجابٍ وخدام |
ما استام بالحمدِ مُستام فماكَسهُ | وهل يرُدُّ جوادٌ حُكْم مُسْتام |
ترى له في المساعي جدَّ مجتهِدٍ | لم يكْفهِ كُلُّ كُرَّام لِكُرَّام |
ولو يشاء كفاهُ أنَّه رَجُل | من بين أكرم أخوالٍ وأعمام |
لكنْ أبى بوفاءٍ من تُراثِهُمُ | إلا نُشوراً لهم من بعد إرمام |
تلقى أبا الصقر في الجُلَّى وحُجْزتُه | مَقْسومة ٌ بين أيدٍ خيرَ إقسام |
من خائفٍ وهْنَ سُلطانٍ وذي عَوَزٍ | قد أعصما بالمرجَّى أيَّ إعصام |
كلا الفريقين منه ثمَّ مُعْتصمٍ | بعُروة الأمنِ من خوفٍ وإعدام |
دهرٌ نهى الدهر عن جيرانِ دولتِه | فأحرم الدهرُ فيها أيَّ إحرام |
جانٍ على الناس حامٍ عُقرَ بيضتهم | لاتدم الطَّول من حانٍ ومن حامِ |
تنافس الناسُ في أيام دولته | فما يبيعون أياماً بأعوام |
لايبعد اللَّهُ أياما له جمعتْ | إلى سكونِ ليالٍ أُنسَ أيام |
يفدي أبا الصقرِ قومٌ دون فديتِه | كأن مُدَّاحَهُم عُبَّادُ أصنام |
ماهمَّ بالدينِ والدنيا فنالهُما | إلا قريعُكُم يا آل همَّام |
رأيت أشرافَ خلقِ الله قد جُعلوا | للناس هاما وأنتم أعينُ الهام |
أنتم نجومُ سماءٍ لا أُفول لها | وتلك أشرفُ من نيرانِ أعلام |
ماينقض الدهرُ من حالٍ ويُبرمها | إلا بنقضٍ لكم فيه وإبرام |
كم من غرامٍ يُلاقي المالُ بينكُم | من غارمٍ في سبيل المجد غنَّام |
أقسمتُ بالله ما استيقظتُم لِخنا | ولا وُجدتم عن العليا بنوام |
ضاهت صنائعُ أيديكم وقائعَها | فأصبحتً ذات إنجادٍ وإتهام |
ماتفترُونَ عن التنفيسِ عن كظم | ولا تُفيقون عن أخذٍ بأكظام |
مُسوّمين على جُردٍ مسومة ٍ | مثل القداحِ بأيدي غيرِ أبرام |
خيلٌ إذا أُسرجت أو أُلجمت لكُم | ذلَّ العزيزُ لإسراجٍ وإلجام |
حتى إذا حملتكُم في وشيجكُم | سارت هناك بآسادٍ وآجام |
كأن قسطلها والزرقُ ناجمة ٌ | ليلٌ عليه سماءٌ ذاتُ إنجام |
حتى إذا الزرقُ غابت في مطاعِنها | عادت هناك سماء ذات إثجام |
وخافكُم كل شيءٍ فاكتسى نفقاً | كأنه في حشاهُ حرف إدغام |
سُدتم بخفَّة ِ أقدامٍ مُسارعة | إلى الكرائه في رُجحان أحلامِ |
وجود أيغد كأن الله أنشأها | من كلِّ غيث ضَحوكِ البرق زمزامِ |
لاتعدموا بسط إيمانٍ مضمنة ٍ | ضرا ونفعا ولا تقديمَ أقدام |
تغدون والمنعم المنعامُ منعمكم | ورُبَّ منعِم قوم غيرُ منعام |
طالتْ على أناسِ أيديكم وماظلمتْ | ببارعِ الطول قمقامٍ لقمقام |
فما اشتكى الفضلُ منكم لؤمَ مقدرة ٍ | ولاشكى العدلُ منكم جور أحكام |
لكم لدى الحُكم إلزامٌ بحُجتكم | على الخصومِ وصفحٌ بعد إلزام |
أضحى الكرامُ وإسماعيل بينهم | في كل حالٍ مُعلًّى بين أزلام |
غاب الموفَّقُ واستكفاه غيبتَهُ | فلم يصادفه بين الذم والذام |
مازال مذ سُدَّ ثغر الحادثات به | يرمي الفرائصَ منه أيُّما رامي |
إذ لاتقحُّم في حين الأناة لهم | ولا أناة َ له في حين إقحام |
ولا تهورَ فيه عند ملتزم | ولاتهيّبَ فيه عند إحجام |
شادَ الأمورَ التي ولاه بنيتها | على قواعد إتقان وإحكام |
برحب ذرعٍ وصدرٍ لم يزل بلداً | فيه ينابيعُ رأي غيرُ أسدام |
تلك الينابيعُ مازالت موارِدُها | فيها سقامٌ وفيها برءُ أسقام |
ونائم قال قد أدركتُ غايته | عفوا فقلت له أضغاث أحلام |
دع عنك ما تتمنى لن ترى أبداً | سِفلاً كعُلو ولا خَلفا كقُدَّام |
تلقى أبا الصقرِ ضرغاماً بشِكَّتِه | إذا تبسَّل ضِرغامٌ لضرغام |
واجتبى الناس إلا أنه رجل | لايعرفُ الخاء بين الباء واللامِ |
واسلمْ أبا الصقرِ للإسلام تمنعهُ | منعَ امرىء ٍ لا يرى إسلامَ إسلام |
مازال معدنَ معروفٍ ومعرفة ٍ | له فوائدُ وهَّابٍ وعلام |
أنت الذي غدهُ في اليوم منتظر | وخيرُ قابله المنظورُ في العام |
قد كاد يحميكَ حمدَ الناسِ علمهُمُ | بأن جُودك عن وجدٍ وإغرام |
يامُعمِلَ الجود قد أنضيت مركبة | نضا فأعقبه منه يومَ أجمام |
وليبق جودك من جَدواك باقية ً | لخادم لك محقوقٍ بإخدام |