إذا أحدقوا بي في المَكرِّ حجزتهم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إذا أحدقوا بي في المَكرِّ حجزتهم | بسورٍ من الضرب الدَّراك وخندقِ |
وشيَّعني قلبٌ هناك مشيعٌ | وظُلة موتٍ ذاتُ حالٍ ومَصْدقِ |
تزيد على عشرينَ رِطلاً ومثلها | وتهتزُّ ريّا من دباجٍ ورونقِ |
وفي عرضِها بالشبر وقفاً وطولِها | بخمسة أشبارٍ بشبرٍ مفرق |
إذا هي لم تفرِ الجماجم خَذرفتْ | خذاريفَ شتى من أكفٍ وأسوقِ |
لها هبَّة ٌ بعد المضاء كأنها | هزيز الصَّبا بين الأباء المُحرَّق |
فمن أخطأته استوهلته وأيَّهم | أصابتْ فهبهُ نطفة ً لم تخلّقِ |
كأن لقاء الهام إذ خذرفتْ به | لقي حنظل بالصحصحانٍ مُفلَّقِ |
كأنهمُ لما أطافوا بجانبي | أطافوا بركنٍ من عماية أخلق |
تزلُّ عِتاقُ الطير عن قذفاته | أشمَّ بنافٍ بالعماءِ مُنطَّق |
فلما رأوا رأي الجلية إنما | تصلّوا بأُلهوبٍ من النار مُحرقِ |
تولَّوا وقد هرُّوا هرير مذاقتي | ومن يرْعني يوم الكريهة يَسبق |
وأحمس حزبُ اللَّهِ ركضاً وراءهم | وضرباً متى تحدو الوسائقَ يوسق |
فأعطوْا بأيديهم وألقوْا سلاحهم | وشاع التنادي أمكنَ الأسرُ أوثِقِ |
وبلَّتْ برأس التركشوأعصفتْ | له تحت منسوج العجاج المشبرق |
تحليتُهُ والنقعُ مُرخٍ سدوله | بنظرة خطَّافِ الكلاليب أزرق |
فأضربُه في مفرق الرأس ضربة ً | تعودتُها من مَفْرقٍ بعد مفرق |
وهانَ عليه أن يطول ثراؤه | على الجانب الغربي من قْنص أبْسقِ |
فأدلى له التأميرُ والأمر بعدها | وقد حلقت بالعبد أولى محلق |
وأمستْ له الأنبارُ مثوى كرامة ٍ | وأمست لهم مثوى هوانٍ ومُرهق |
وكانوا كأوصال القناة ِ تتابعتْ | وكنتَ لهم مثل السنان المزلّقِ |
فكادُهُم رب السماء بمؤيدٍ | من الكيد أخاذٍ بسمع ومنطق |