مرثية إلى سينما السندباد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
هناكَ طريقٌ | ترصّعها سقوفٌ قرميدُها | غسلته الذاكرة | حتى ابيضّ تحت سماء بلغت | أوجَ حُرقتها | حيث كلماتي | تُريدُ أن تعلو مثل أدراجٍ | مثل أصوات ترتقي | السُلَّم الضائع | في دفتر الموسيقيّ الذي ماتَ | في السجن، نوطة بعد أجرى. | أعثر على ذاك المبنى | وأفتح باباً | على المهْوى: | كل آثار حياتي | الغابرة، يسمّي ذاتَه | بأسمائه، هناك. | ساقيةُ المواضي | مازالت تجري في الحُفر | لكن أمواجَها | أبطأُ من نبض السلحفاة. | زماننا وكيف ضيَّع تذكراته! | قالوا لي… | إنهم هدموا سينما السندباد! | يا للخسارة. | ومن سيُبحر بعد الآن؟ | من سيلتقي بشيخ البحر؟ | هدموا تلك الأماسي؟ | حجرًا على حجر؟ | قمصاننا البيضاء، صيف بغداد | حبيباتنا الخفراوات حتى | التجلي… | سبارتاكوس، شمشون ودليلة | فريد شوقي، تحية كاريوكا، | ليلى مراد؟ | وهل يمكننا أن نُحبّ الآن؟ | كيف سنحلمُ بعد اليوم | بالسفر؟ | إلى أي جزيرة؟ | هدموا سينما السندباد؟ | ثقيلٌ بالماء شعرُ الغريق | الذي عاد إلى الحفلة | بعد أن أطفأوا المصابيح | وكوموا الكراسي | على الشاطئ المقفر | وقيّدوا بالسلاسل أمواجَ دجلة. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (سركون بولص) .