أيادي بني الجراح عندي كثيرة ٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أيادي بني الجراح عندي كثيرة ٌ | وأكثرُ منها أنها لا تُكَدَّرُ |
همُ القوم ينسوْن الأياديَ منهُمُ | عليك ولكنَّ المواعيد تُذكَر |
وإن كنتُ قد أهملْتُ بعد رعاية ٍ | وأغفلت حتى قيل أشعثُ أغبر |
وقُلِّدتُ شُغْلاً ضَرُّهُ لي معَجَّل | سريع وأمّا نفعه فمؤخر |
أروح وأغدو فيه أنصَبَ عاملٍ | وأصفَره كفاً فكمْ أَتَصَبَّرُ |
إذا بعتُ صَوْني حُرَّ وجهي وراحتي | بجوعٍ فَمَنْ مِنِّي أتَبُّ وأخسر |
ألا حبذا الأعمال في كل حالة ٍ | إذا كان منها وجهُ نفعٍ مُيَسَّر |
فأما إذا كَدَّتْ وأكْدتْ على الفتى | فما هي بالمعروف بل هي منكر |
وإنّ أبا عبد الإله لسيد | وفي الحال لو يُعْنَى بحالي مُغيِّرُ |
وإنّ له من فضله لمُحرِّكاً | على أنها الأخلاق قد تتنكر |
وإنْ كان كالإبريز يصدأ غيرُهُ | ويأتي عليه ما أتى وهو أحمر |
سأزجر عنه اللّوم من كل لائمٍ | حِفاظاً له ما دام لي عنه مَزجَرُ |
وأعذُرهُ ما دام للعذر موضعٌ | وأنظِرهُ ما دامتِ النفس تُنْظر |
وأحسِبهُ يوماً ستَزهاه نفسهُ | فيفعل في أمري التي هي أفخر |
ونفسُ أبي عبد الإله ضنينة ٌ | به أن تراهُ حيث يُكْدى ويعذُر |
وما هي عن لوم له بمُفيقة | إلى أن تراه حيث يُسدى ويُشكَر |
أعنِّي أبا عبد الإله ولا تقلْ | أعنتُ فأعياني القضاء المقدر |
ففي الأمر إن عاينتَهُ متيسّرٌ | وفي الأمر إن آتيتَهُ متعذَّر |
أيعطش أمثالي وواديك فائضٌ | ويُجدِب أمثالي وواديك أخضر |
أبَى ذاك أن الطَّول منك سجية ٌ | وأنك بيت المجد بالحمد تُعمَر |
وأنك لم تُؤثِرْ على الحق لذة ً | بحكم هوًى فالحق عندك مؤثر |
وما زلتَ تختار الأمور بحكمة ٍ | فأفضلها الأمرُ الذي تتخير |