غابن الحمد حقَّهُ مغبُونهْ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
غابن الحمد حقَّهُ مغبُونهْ | وهوانُ العلا على المرءِ هونهْ |
والمَحلُّ الخلاءُ من كُلِّ ضَيْفٍ | ومَضيفٍ مُعَطَّلٌ مسكونُهْ |
والوعاءُ الذي وَعَى الوفْرَ والذَّمْ | مَ خليطين فارغٌ مشحونُهْ |
وأرى المالَ ما يَخال أناسٌ | أن ذا المالِ فيهُمُ مغبونه |
خيرُ مالٍ موزونهُ لذوي الحمْ | دِ كما خيرُ حَمْدِهم موزونه |
وأصحُّ الآراءِ ما ظنَّ ذُو الأَفْ | نِ بِذي الرأي أنَّهُ مأفونه |
والفَتى الحازِمُ الحصين حصوناً | مَنْ تُلاقيهِ والأيادي حصونه |
وأخسُّ الرجالِ مَنْ راحَ فيهم | مُسْلَمَ العِرض سالماً ماعونه |
أنْفِق المالَ قبل إنفاقكَ العم | رَ ففي الدهرِ ريبهُ ومَنونه |
قلَّ ما ينفع الثراءُ بخيلاً | عَلِقَتْ في الثَّرَى المهلِ رُهونه |
لا تظنَّنَّ أن مالك شيء | كدم الجوف خيره محقونه |
لو نجا من حِمامهِ جاعلُ الما | ل مَعاذاً له نجا قارونهْ |
ازرع الحُبَّ تَسْتدمْهُ فَمِمَّا | رُدَّ مزروعُهُ أتَى مَطْحونه |
كلْ وأطعمْ فربما راعَ ريْعاً | زاكياً ممن تعولُه وتَمونه |
لا تَفرَّدْ بأكل مالٍ ولا تَمْ | نُنْ بعُرْفٍ فَشَرُّهُ مَمْنونه |
آكلوا المالِ شاغلوه عن المَجْ | دِ ولا ينفع امرءاً مَخزُونه |
خازنوا المالِ ساجنوه وما كا | ن ليسعَى لساجنٍ مَسْجونه |
إنَّ ربَّ العبادِ يرزقُ من يَخْ | لُق فليُحْسنَنَّ ظنَّاً ظَنونهْ |
أحسِنِ الظنَّ بالإلهِ ولا تأمنْ | هُ أمنَ امريءٍ شديدٍ مجونه |
واسترِبْ بالمُرِيبِ من كلِّ شيءٍ | واتَّهمْهُ لا تَحْتجنْك حُجونه |
وإذا ما ظننتَ شرّاً فَخَفْهُ | رُبَّ شَرٍّ يقينُه مَظْنونه |
لا تَبِيتَنَّ آمناً من ظَنينٍ | واحترسْ منه أوْ تليك أُمونهْ |
كم رُكونٍ جنى عليكَ حِذاراً | مَنْ أطالَ الركونَ قلَّ رُكونه |
إن تَطُلْ مِحْنَتي فلا أنا مَفْ | تونٌ زماني ولا أخي مفتونه |
بل فتى ً ذو خَليقة ٍ تَصْرحُ اللَّعْ | نَ إذا اللعنُ جرَّهُ مَلْعونه |
غيرَ أَنِّي إذا غدا صاحبُ الما | لِ مديناً فإنني مديونه |
أحملُ الدين في الحقوقِ وإن أُثق | لْتُ والحقُّ قائمٌ قانونه |
راض منِّي جنونُ دهرٍ سخيفٍ | ربما ثَقَّفَ العقولَ جنونه |
راضني ثم هاجني فاعتلاهُ | بي شديدُ المحال لا موهونه |
وثَّب الدهرَ وَثْبَة ً جشَّمَتْنِي | سَلَّ سَيْفٍ عَمِرتُ دهراً أصونه |
طالَ عَهْدي به ولم يَتَغَيَّرْ | لي مصقولُه ولا مسنونه |
وعزيزٌ عليَّ سلِّيه لكنْ | كُلُّ سَيْفٍ فللظهور كُمونه |
جَرَّدته يدي وفي القلبِ وَجْدٌ | كادَ يَفْرِي تَجَمُّلِي مكنونه |
فضربتُ الزمانَ حتى استكانتْ | بِيضُهُ بعدما استطالتْ وجُونه |
بحسام يأبَى الخيانة في الرَّوْ | عِ إذا خان آمناً مأمونه |
ليس من جوهرِ الحديدِ مَصُوغاً | بل من المجدِ نصلُهُ وجُفونه |
لو أُعير الزمانُ ما في ابنِ موسَى | من وفاءٍ لما تفانت قرونه |
لو أعيرَ الحُسامُ مافي ابن موسى | من صفاءٍ لما جلته قيونُه |
ماجدٌ ساخ عرقُهُ في ثرى المجْ | دِ وأوفت على الغصون غُصونه |
من فَتى ً للذِّكاءٍ كلُّ حراكٍ | حلَّ فيه وللوقاء سكونُهْ |
لم يَزَلْ ذا تَفَقُّد للخفايا | مُذْكياتٍ على الصَّديقِ عُيونه |
يا فَتى آل بَرمكٍ لي مُرْجى ً | ما أرى ماجداً سواك يكونه |
أحمدَ الحمدِ يا أبا حسن الحسْ | نَى إذا الظهرُ أثقلتهُ ديونه |
أحمدَ الحمدِ يا أبا حسن الحُسْ | نَى إذا القلبُ حَالفتْه شُجونه |
بيننا حُرمة ٌ وقد عضَّني الده | رُ ولاقَتْ ظهورَ أمرِي بطونه |
شهد السيفُ أنَّكَ السيفُ حقاً | لا كَهامٌ يخونُ من لا يخونه |
فامضِ في حاجتي فإنك في الحا | جة ِ مسعودُ طائرٍ مَيمونه |
لك حظّ أراه يُعْنِقُ في السَّيْ | رِ فساير أخاك تُعْنِقْ حَرونه |
إنَّ موسى نَجِيُّ من لا يناجَى | شُدَّ منهُ بِعَوْنِهِ هارونه |
فأعنِّي فَرُبَّ صاحبِ كنز | مستثارٌ بغيره مدفونه |
لا تدعْ محضراً تُحقِّقُ فيه | حُسْنَ ظَنِّي فالقولُ جَمٌّ فنونه |
واكسُ شعري من النشيدِ نشيداً | كالغناء المُشذَّراتِ لُحُونه |
فلكم مُعْوِرٍ سترتَ فما أعْ | ور مكسورُه ولا ملحونه |
وإذا ما نشرت بزَّ صديق | فكديباج غيرهِ بِزَيونه |
إنَّ للدهرِ منجنوناً فعالجْ | ه عسى أن يدور لي منجنونه |
جُدْ بتسهيل حاجتي عند سهلٍ | للمعال سهوله وحُزونه |
وَعْدُ أمنيِّة ِ المؤمل عنه | وعْدَ فيه ووعدُه مضمونه |
أطلقَ المالَ جودُهُ يجتني ال | حَمد وأيدي المؤملين سجونه |
بين ثوبَيْهِ شمسُ رأي وغَيْثٍ | مستهَلُّ الحيا علينا هُتونه |
فالهُدى حيث تطلعُ الشمسُ مِنْهُ | والندى حين تستهِلُّ دجونه |