يا ابن الوزير الذي تمَّت وزارتُهُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا ابن الوزير الذي تمَّت وزارتُهُ | لا تجمعنّ عليّ العار والنارا |
إن كنتُ أحسنت في وصفي مآثركم | فأثِّروا فِيَّ بالأحسان آثارا |
أو كنت قد قلت مالا أستحق به | منكم ثواباً فرُدّوه وما سارا |
إن المديح إذا ما سار منفرداً | من الثواب كسا من قاله عارا |
الله يعلم أني ما ألوتكمُ | إطابة ً عند مدحيكمُ وإكثارا |
وقد يُغَر بليغٌ من بلاغتهِ | وقد يظنُّ سوى المختار مختارا |
فعفوكم عن مسيءٍ غير معتمدٍ | كان الإله لكم من سُخطه جارا |
إني أرى عفوكم عني وستركُمُ | عيبي أجلّ من التثويب مقدارا |
صونوا خَلاقي كما صنتم نوالكُمُ | عني وإلاّ فكونوا حاكماً جارا |
من ذا أحل لكم أن تهتكوا خَلَقي | وأن تمدُّوا على المعروف أستارا |
غثٌ من الشعر فيه ذلُّ مسألة ٍ | كلاهما يُكسِب المستور إعوارا |
رُدّوا عليّ بُيَيْتاً زلّ عن كبدي | لم يلق عندكُمُ إذ َضيمَ أنصارا |
أصغر تموه فأسرفتم وحُق لهُ | لو تمم الله ما لقاه إصغارا |
ردوا عليَّ قبيحاً عندكم حسناً | عندي أرى ما ازدريتم منه كُبّارا |
أقررت فيه بعيب لست أعرفهُ | وربما استبطن الإقرارُ إنكارا |
أسهبتُ فيكم لكي أعلى فطأطأني | تقصيركم بي فقد أزمعت إقصارا |
إن السلاليم لاتبنَى أطاوِلُها | يوماً ليهبط بانيهنّ أغوارا |
لكن ليصعدَ أنجاداً تُشرفهُ | حتى يمدّ إليه الناس أبصارا |
وقد هبطتُ بما أسديتُه لكم | من حالقٍ ولعل الله قد خارا |
كم هابطٍ صاعدٌ من بعد هَبْطته | وغائرٍ منجِدٍ من بعد ما غارا |
قد يخفض الدهر من حر ليرفعه | طوراً وطوراً وكان الدهر أطوارا |
لاغرو أن يضع المهدي هادَيهُ | حالاً ليرفعه حالاً إذاً ثارا |
ثقلتُ في كفة الميزان فانكدرتْ | تهوي وشالت خفاف القوم أقدارا |
صبراً فكم ناهضٍ من بعد وقعته | يوماً وكم واقع من بعد ما طارا |
إذا هوى الدر في الميزان أصدرَهُ | تاجاً إلى قمة العلياء سَوّارا |
إن المواعظ أنفال يُنفِّلها | ذوو الحجى تترك الأعسار أيسارا |
سينصف الدهر من قوم بدائرة ٍ | وفي الجديدين إنصاف إذا دارا |
وثقت فيكم بغدر الدهر إن لهُ | غدراً وفيّاً وقِدْماً كان غدارا |
يارُبّ غدرٍ وفيٍّ قد رأيت لهُ | أخنى على ملك واغتال جبارا |
لابْنَي سُمَيرٍ صروف غير غافلة ٍ | تُحسَّن نقضاً كما تحسَّن إمرارا |
لعل ما نالني منكم سيُغضِب لي | أنصار صدقٍ من الأنصار أحرارا |