حتَّى متى يُورِي سِوايَ وأفْتَدِحْ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
حتَّى متى يُورِي سِوايَ وأفْتَدِحْ | حتى متى يُعْطَى سواي وأمْتَدِحْ |
حتَّامَ لا شعري أَمَامَ المُجْتَني | فَأَحَظَّ منْهُ ولا وراءَ المطَّرِحْ |
كم أستميح المُقْرِفِينَ وأغْتَدِي | صِفْرَ الدِّلاَءِ كأنَّني لم أسْتَمحْ |
تاللَّه ما سَمِع الأنامُ بِطَالِبٍ | مثلي ولا رَأَوُا امْرَأً مِثْلِي اطُّرِحْ |
كم مُكْثِرٍ طالبتُ فِدْيَة َ عِرْضِه | فأباحني منه الذي لم أَسْتَبِحْ |
وإخالُ أنِّي لوْ سَطَوْتُ لَقَالَ لي | لا تَسْلُبِ السَّلَبَ الكريم ولوْ جُرحْ |
وَجَوابُهُ إنْ قال ذاك لجهله | بلْ ذُو النَّذالَة ِ لا يجُودُ ولوْ ذُبح |
يتعرَّضُ المتعرِّضُون وأنْتَئي | في ساحة المجد الفسيح وأنْتدِحْ |
مُستَبْقِياً ماءَ الحياء لأنَّني | أعْتَدُّ ما يَهْمِي دَماً لِي قدْ سُفِحْ |
ومِنَ الوقاحَة ِ أنْ تَكُونَ مَعيشَتِي | كسبُ القَريضِ وليس لي وَجْهٌ وَقح |
بَكَتِ الكِرامُ إذا رَأَتْ مَسُتَنْبِحاً | مِثْلِي بأَفْنِيَة اللِّئَامِ ومَا نُبحْ |
يا رَاكباً وهُمَيْنِيَاءُ قُصَارُهُ | ثَقَّلْتَ كَرَّة َ رَابح في مَنْ رَبحْ |
تَجْلِي أبَا عبدِ الإِله فَقُلْ له | لا زلتَ تَغْتَبِقُ السرور وتصطبحْ |
يا من إذا نشِرَ الثَّناءُ على امرىء ٍ | خُتِمَ الثناءُ بذكره وبهِ فُتِحْ |
أنا مَنْ عرفْتَ صفاءَه ووفاءه | وغناءهُ وثناءهُ غيْرَ الوَتِحْ |
ومن العجائب أنَّ رزقي مُغْلَقٌ | ونَدَاكَ مِفْتَاحٌ ولمَّا أَفْتَتِحْ |
كمْ قدْ هَتَفْتُ وما أريدُ سِوَاكُمُ | بَرحَ الخفاءُ ولو عَدَلْتُمْ ما بَرحْ |
يا معشَرَ الإخْوَانِ طال عقوقُكُمْ | بِأَخٍ لكم غُبِقَ الجفاءَ كما صُبِحْ |
أَعْرَيْتُمُوني مِنْ جَدَاكُمْ كُلِّهِ | وَعَرَيْتُمُ من كل عُذْرٍ مُتَّضِحْ |
أيَخِيبُ تَأمِيلِكُمُ وَقَرِينُهُ | شَفَقِي عليكم والقوَارعُ تَنْتَطِحْ |
عَرِّجْ أبا عبدِ الإله ورُبَّمَا | كَفَّ الجَوَادُ عن الجِمَاحِ وما كُمح |
إنْ كنتَ أزْمَعْتَ نفْعِي مُحْسِناً | فَأَرِحْ بِسُرْعَتِهِ وَليَّكَ واسْتَرِحْ |
واسْدُدْ به خَلَلي ولمَّا أَنْهَتِكْ | وَأَزِحْ به عِلَلي ولمَّا أفْتَضِحْ |
ماذا أردتَ وقدْ وَقفْتَ بحاجتي | وَقَفاتِ مَفْدوحٍ وظهرُكَ ما فُدِحْ |
أَأَهَشُّ من رَجُلٍ برأْيِكَ يقتدي | أأخَفُّ من رَجُلٍ بكَفِّكَ يتَّشِحْ |
هَلاَّ كتبْتَ بحاجتي مُتَفَصِّلاً | مُتَطَوِّلاً لتزيد في فَرَح الفرحْ |
وَجَعَلْتَهَا تَبَعَ الكِتَاب مُنازِلاً | في ذاكَ صاحِبَكَ السَّمِيعَ إذا نَصحْ |
بمَوَدَّتِيكَ وحُرْمَتي بِكَ أنَّها | سَبَقَتْ قَرَابَتَها بِوَجْهٍ ما قُبحْ |
امْنَحْ أبا العبَّاسِ فيَّ نصيحة ً | تُجْدِي عَلَيَّ فإنه لك مُنْتَصِحْ |
عَرِّفْهُ أنِّي للصنيعَة ِ مَوْضِعٌ | حَمْدَاً وشكراً لا يَبِيدُ ولا يَمِحْ |
ودَليلُ شُكْرِي طولُ صَبْرِي إنَّه | في طُولِ شعري فيه عِلْمي لو مُسِحْ |
كم قد صَبَرتُ ونَالَ غيري نَيْلَهُ | وفَسَحْتُ في عذْرٍ وإن لم يَنْفَسِحْ |
لاَ أجْتَدِيهِ ولا أريهِ زَهَادَة ً | فِيمَا لَدَيْهِ ولا أكُفُّ ولا أُلحْ |
وتَرَى الصَّبُورَ هو الشَّكُورَ ولا ترى | إلا الجُزُوعَ هو الكَفُورَ إذا مُنِحْ |
فَأَرِحْ بفضلِكَ إنَّ بَحْرَكَ لم يَغِضْ | واظْفَرْ بمَدْحِي إنَّ بحري ما نُزحْ |
واجْعَلْ لكفِّكَ شِرْكَة ً مَعَ كَفِّهِ | في نفْعِ ذِي وُدٍّ بزَنْدِكَ يَقْتَدِحْ |
أوْلاَ فَجُدْ لي بالكلامِ فإنَّهُ | رِبْحٌ بلا خُسْرٍ هنالك فَارْتَبِحْ |
أوْلاَ فَعَرِّفْني الحقيقة إنَّهَا | نِعْمَ الدَّوَاءُ لِقُرْحَة ِ القلبِ القَرِحْ |
واكْتُبْ إليَّ كأنَّ شِعْرَكَ تُحْفَة ٌ | قَدْ كُوفِئَتْ أَوْ أَنَّه ذَنْبٌ صُفِحْ |
أَصْبَحْتُمَا مُتَعَاوِنَيْنِ على التُّقَى | وعَلَى العُلاَ والدَّهْرُ فوقي مُجْتَنِحْ |
لم تَسْمَعا بعْدَ الصِّياح شَكِيَّتي | وسمعتُما شكْوى سِوَايَ ولم يَصِحْ |
وقَد اقْترحتُ عليكما أن تُحْسِنَا | بي وَادِعاً فَتَغاضيا لِلْمُقتَرِحْ |
فقد اجْتَرَحْتُ خلاَفَ مَا أَوْمَأتُمَا | لِيَ نَحْوَهُ فَتَجَافَيَا للمُجْتَرِحْ |
لا تَأَثَمَا فِي مَنْح شعْرِي مَهْرَهُ | يا صَالِحان فإنَّهُ فَرْجٌ نُكِحْ |