أرشيف الشعر العربي

ياراغباً نزعت به الآمالُ

ياراغباً نزعت به الآمالُ

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .
ياراغباً نزعت به الآمالُ ياراهباً قذفتْ به الأوجالُ
ذهب النوالُ فما يُحسُّ نوالٌ وعفا الفعالُ فما يحسُّ فعالُ
أودى الزمانُ بمن يعلّم أهلهُ كيف النعيمُ فكيف ينعم بالُ
سلبَ الزمانُ جمالَه عن نفسهِ فغدا وراحَ وما عليه جمالُ
ذهَب الذي هبتْ يداهُ وفيهما للراغبين منالُه ومصالُ
ذهب الذي نالتْ يداه من العلا مالاينالُ من المديحِ مقالُ
ياسوءتا للأرض كيف تماسكَتْ وقد استُزيلَ وحقُها الزلزال
وكفَى من الزلزالِ بعد محمدٍ أنْ لَيْسَ يُعْرَفُ بعده إفضالُ
ذهب الذي كان الصيامُ شعارَه ولضيفهِ الإنزالِ والآكال
فكأنه رمضانٌ في إخباتِه وكأنه في جوده شوّالُ
ذهب الذي أوصاه آدمُ إذ مضَى بعياله فهمُ عليه عيالُ
ذهب الذي ماكان يمطل وعدَه وله إذا جارى السماحَ مِطالُ
أودى محمدُ بنُ نصر بعدما ضُربت به في سروه الأمثال
ملكٌ تنافست العلا في عمرهِ وتنافستْ في يومِه الآجالُ
من لم يعاين سيرَ نعشِ محمدٍ لم يدرِ كيف تسيَّرُ الأجبالُ
ياحفرة ً غلبتْ عليه جَنّة ً كانت به وبنفسِها تختالُ
الآن أيقن من يشكُّ ويمتري أن البقاعَ من البقاعِ تُدالُ
إمّا أصيب فللنجومِ مغاورٌ تغتالُهُنّ وللجبالِ زوالُ
ولقد يُعزّينا عليه أنَّهُ وافى كمالَ العُمرِ منهُ كمالُ
أسدٌ مضى وتخلفتْ أشبالُه وعليَّ أن تستأسِدَ الأشبالُ
ولمَا حَظيتُ بعُرفه ولقد جَرَتْ بوفاتِه مِحنٌ عليّ ثِقال
وخلوتُ ممّا نالهُ من مالِه غيري وقد شقيتْ به الأموالُ
ولمَا عرضتُ له فخاب تعرُّضي لكن عففتُ وألحف السؤَّالُ
وذخرتُه للدّهرِ أعلمُ أنه كالحصن فيه لمنْ يؤول مآلُ
وتمتعتْ نفسي بروحِ رجائه زمناً طويلاُ والتمتعُ مالُ
فرأيتُه كالشمسِ إن هي لم تُنل فضياؤها والرفقُ فيه يُنالُ
والحقُّ يأمرُ أن يقال وحقُّه أنْ لا يخالفَ أمره القُوّالُ
لهفي لفقدِكَ يامحمدُ إنه فُقدت به النفحات والأنفال
باللهِ أقسم أن عُمرك ماانقضى حتّى انقضى الإحسانُوالإجمالُ
صلّى الغُدوُّ عليك والآصالُ وتغمدتكَ بظلّها الأظلالُ
وبكتك أوعية ُ الدموع وتارة ً غيثٌ كعَرفك مُسبل هطَّال
وعفا الثَرى عن حُرّ وجهٍ لم يزلْ حُرَّ اللقاء إذا عرا السؤّالُ
وتماسكت أوصال كفّ لم تزلْ بنوالها تتماسك الأوصال
يازينة َ الدنيا وزينة َ أهلِها وثمالَ من أعيا عليه ثمال
حالتْ بدارِك بعدَك الأحوالُ وتغولتْ بقطينها الأغوالُ
وبكاك مِنْ بستانِ قصركِ زاهرٌ لثناك من نفحاتِه أشكالُ
وبكت حمائمُه وعاد غناؤها نوحاً يُهاجُ بمثلِهِ البلبال
أعزِز عليَّ بمنزلاتِك أن غدتْ تبكي السروجُ لهنّ والأجلالُ
أعزِز عليَّ بصافناتك أن غدتْ تبكي السروجُ لهنّ والأجلال
أعزِز عليَّ بعارفاتك أن غدتْ يبكي الرجاءُ لهنَّ والتأمالُ
أعزِز عليَّ بأصدقائك أن غدوا ولشخصكَ الغالي بهم إخلالُ
أصِقالَ كل مروءة ٍ مجفوة ٍ ماللمروءة ِ مذ أَفَلْتَ صِقالُ
أصبحتَ بعدَ منَافح ومَجامرٍ لثرى ً يُهالُ عليك أو ينهالُ
أمَّا وحليتُك المُذالة ُ للبِلى فاذهبْ فكلُّ مصونة ٍ ستذال

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن الرومي) .


المرئيات-١