الدجال .. ماذا أعددنا لمواجهته ..؟ (1)
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
أولاً: لماذا الكلام عن بعض أحاديث الفتن في آخر الزمان؟ لماذا ندرس أشياء قد لا تقع في عصرنا؟ لماذا نتعرض لتفاصيل بعض الأمور التي لن تحدث في هذا أيامنا هذه الذي نعيش فيها؟ إن هذه الأشياء وهذه الفتن التي ربما تقع في آخر الزمان ولا ندركها لها فوائد كثيرة، فمن ذلك.أولاً: أن الإيمان بالغيب من صفات المسلم.
ثانيا: في ذكر حديث الدجال تعليم هام للأمة، ومن ذلك بيان مواقف الناس من الدجال عندما يظهر، كما أن في التعرف على الدجال أسوة وعبرة ونحن نعيش في هذا العصر، عصر الفتن، كيف نواجهها، لأن الفتن كثيرة، وفي بيان الموقف من الدجال الأكبر درس لنا في كيفية الوقوف، وما هو الموقف الصحيح أمام الدجاجلة الذين يظهرون قبله.
ثالثاً: كيف ستتعلم الأجيال القادمة التي سيظهر فيها الدجال الموقف الصحيح إذا لم تُنقل روايات الدجال عبر جيلنا بل كيف ستتربى الأجيال على الثبات أمام الدجال إذا لم نعلّم الجيل الذي نعيش فيه والجيل الذي سيلينا؟
رابعاً: حساسية المؤمن ودقة شعوره وخوفه من الله - عز وجل - يجعله ينظر برهبة لمثل هذه الأحاديث التي فيها ذكر الدجال وما حول الدجال من الفتن الأخرى، كيف لا..
والرسول - صلى الله عليه وسلم - خرج مرة ورأى غيْما في السماء فدخل وخرج، فزعا وهو يقول: ما يؤمننّي يا عائشة أن يكون فيه عذاب مثل ما حدث لقوم عاد؟ " مع أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين الناس وأبعد الناس عن العذاب، ومع ذلك يدخل ويخرج خوفا من أن يكون به عذاب، إذا: الفزع من هذه الفتن من صفات المؤمنين والتي تُدلِّل على خوفهم من الله فعلا وعلى قوة إيمانهم.
خامساً: أن دراسة موضوع كموضوع الدجال يعطينا طعما خاصا في الدعاء الذي ندعو به في آخر صلاتنا قبل السلام، وهو التعوذ من فتنة المسيح الدجال .
سادساً: ومما نحتاجه أيضا في بيان أمر الدجال أن نعلم أيها الأخوة أن التحذير من الدجال قد وقع على فترات فمثلا: حذر الأنبياء أممهم من الدجال فنوح حذر أمته من الدجال، وكذلك الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يكتمل عنده العلم بالدجال في أول الأمر، ولذلك كان يظن بأن الدجال هو ابن صياد، مع أنه من الدجاجلة وليس هو الدجال الأكبر، كما أن تفاصيل العلم بالدجال لم تكتمل حتى عند الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أول الأمر ولذلك أخبر الصحابة على مراحل فتلقوا أخبار الدجال على مراحل.
سابعاً: أن الفتن تعلِّم المسلم كيف يتصرف؟ وأن هذه الفتنة العظيمة التي قد لا تحدث لنا، فعلى الأقل نتعرف من هذه الفتنة العظيمة كيف نتصرف في مواقع الفتن؟ ولذلك فقد استفاد بعض الصحابة من أحاديث الفتن فبعض الصحابة كان قاعدا لا يقاتل في الفتنة التي حدثت بين على وبين معاوية - رضي الله عنهما -، وعندما قتلت إحدى الطائفتين عمار بن ياسر يوم قال - عليه الصلاة والسلام - تقتله الفئة الباغية، علم بعض الصحابة هذه الفتنة فاتخذ الصحابي موقفه بأن انتقل إلى الفئة الأخرى التي لم تقْتل عمارا لأن الحق ظهر معه، لذلك العلم بأحاديث الفتن له فوائد كثيرة..
لا تحصى ولا تستقصى.
سلمان بن يحيى المالكي