رأيتُك لم تحسن ثوابي ولم تُجبْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
رأيتُك لم تحسن ثوابي ولم تُجبْ | كتابي فماذا كان في الخلْق والأمر |
لعمري لقد علمتَني كيف أتقي | معاودة التجريب إن كنتُ ذا حجر |
وقبَّحتَ عندي صورة َ الحِرص والغنى | وحسَّنت عندي صورة اليأس والفقر |
أما وحَذاري من أمانيَّ بعدها | لقد مكرتْ بي فَعلتي أيَّما مكر |
دعتْني إلى لمس الكواكب قاعداً | وذلك شيء لا يكون يدَ الدهر |
دعِ البذل لِمْ خسَّتني أن لم تجيبَني | جوابي ولم أهبطت قدري إلى القعر |
أكنتُ خسيس القدر لم حِصتَ حيْصة ً | عن الفضل أعدتك الخساسة في القدر |
فهلاّ بذلتَ الوعد ثم مطلتهُ | فعلَّلت تعليل المُجامل ذي المكر |
ولكن رأيتَ الحسم للبذل كلِّه | صواباً لأن الرعد يؤذن بالقطر |
أذلك أم هلاّ منعت مُصرِّحاً | فأَيأستني لكن خُلقتَ من الصخر |
جُموداً وصمتاً لابرحتَ كما أرى | وهاتيك لو أحسست فاقرة َ الظهر |
وفي دعوتي عَقْرٌ أليمٌ مَضيضُهُ | أبا جعفرٍ لو كنتَ تألم من عَقرِ |
أبا جعفرٍ صبراً فما زلتَ صابراً | على الذم لاتعدَم ذميماً من الصبر |