لابِدْعَ إن ضحك القتيرُ
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
لابِدْعَ إن ضحك القتيرُ | فبكى لضحكته الكبيرُ |
عاصَى العزاءُ عن الشبا | ب فطاوعَ الدمعُ الغزيرُ |
كيف العزاءُ عن الشبا | ب وغصنُهُ الغصنُ النضيرُ |
كيف العزاءُ عن الشبا | ب وعيشهُ العيشُ الغريرُ |
بان الشبابُ وكان لي | نِعْمَ المجاور والعشيرُ |
بان الشباب ُ فلا يَدٌ | نحوي ولا عينٌ تشيرُ |
ولقد أسرتُ به القلو | بَ فقلبيَ اليوم الأسيرُ |
سَقياً لأيامٍ مضتْ | وطويلُها عندي قصيرُ |
أيامَ لي بين الكوا | عب روضة ٌ فيها غديرُ |
أصبَى وأصبي الغانيا | ت وأستزار وأستزيرُ |
بيضُ الوجوهِ عقائلاً | لم يُصْبِهنّ سواي زيرُ |
أبْشارهنَّ وما ادَّرع | نَ من الحرير معاً حريرُ |
وجمالهنّ وما لَبِسْ | نَ من الحبير معاً حَبيرُ |
ونسيمهنّ وما مَسِسْ | نَ من العبيرِ معاً عبيرُ |
من كلّ ناعمة ِ الشبا | ب كأنها الخُوطُ الهصيرُ |
مهتزة ُ الأعلى يجا | ذبُ خصرَها ردفٌ وثيرُ |
جَمَعَ الشبابَ ولَهْونا | فيه الخورْنقُ والسَّديرُ |
مبْدَى المناذرة ِ الذي | فيه الفواكهُ لا البريرُ |
كم جنة ٍ فيه وكم | نهرٍ لجِريته خَريرُ |
من كلّ دانية الجَنَى | للطير فيها قَرْقَريرُ |
يَشتقُّها طامِي الجما | م على جوانبه الغميرُ |
يُضحي إذا جرتِ الصَّبا | وكأن ضاحِيَهُ حصيرُ |
ها إنَّ ذاك لَمنزلٌ | من كلّ صالحة ٍ عَميرُ |
شجرٌ ونخلٌ لا يُطي | ر غراب أيْكهما مُطيرُ |
ومتى نشاءُ بدت لنا | أم الفَرير أو الفريرُ |
لهفي لعيشتنا هنا | لك والقذى عنها طَحير |
إذ نحن أترابُ النعي | م ودَرُّ دنيانا دريرُ |
كلُّ لكل في الشبا | ب وفي مَناعمه سَجيرُ |
تشدو لنا رَيَّا البنا | ن على معاصمها الحبيرُ |
قد أُدميتْ لَبَّاتها | مِسْكا كما يُدمَى العَتيرُ |
وشرابنا وَرْدِيَّة ٌ | لكؤوسها شررٌ يطيرُ |
هَدَرتْ فلما استفحلتْ | في دَنِّها سكن الهديرُ |
حمراءُ في يد أحمر ال | وجنات مَلْثمُهُ مَهيرُ |
متأمّلٌ لا يجتوَى | منه القَبيل ولا الدبيرُ |
واها لقولي للمُدي | ر وقد سقانيها المديرُ |
أعصير خمرك هذه | من ماء خدك أم عصيرُ |
سُقِيَ الشبابُ وإن عفا | آثارَ معهدهِ القتيرُ |
ما كان إلا المُلك أَوْ | دى تاجهُ وهَوى السريرُ |
رحل المَطيُّ لنية ٍ | زوراءَ مَطلبها شَطيرُ |
فكأنَّ في الأحشاء ني | راناً يضرِّمهنَّ كيرُ |
هوِّن عليك فإنها | خِلعٌ أعارَكها مُعيرُ |
والدهر يَقْسم مرة ً | نَفْلاً وآونة يُغيرُ |
وأبو الفوارس أحمدٌ | لمن استجار به مجيرُ |
أضحى ظهيراً للذي | أضحى وليس له ظهير |
فاجعل خِفارتهُ ذَرا | ك فإنه نِعْم الخفيرُ |
شهدتْ مآثرُهُ بذا | ك ووجهه ذاك الطريرُ |
ياابن المسمَّى باسم من | جرتِ الرياحُ به تطيرُ |
والطيرُ أظْلالٌ علي | هِ لها هديلٌ أو صفيرُ |
أعني سليمانَ الذي | في رَمسهِ قمرٌ وشِيرُ |
سيفُ الملوك إذا تجا | وب من ذوي الفتن النعيرُ |
للَّهِ ماذا ضَمَّهُ | من شيخك الجدثُ الحفيرُ |
لكنَّ من أنت ابنهُ | ما مات أو مَيْتٌ نشيرُ |
للَّهِ خالك ذو المكا | رم إنهُ بك للخبيرُ |
لو لم يقلّدك الأمو | رَ لما استمرّ لها مَريرُ |
نثَل الجفيرَ فكنت أَهْ | زَعَ ماتضمنه الجفيرُ |
فرمى بك الغرضَ البعي | د مُسدِّدٌ لا يستشيرُ |
أقسمت بالهدْي النحي | ر ومن له الهدْيُ النحيرُ |
إن كان حاباك القضا | ءُ بما حباك به الوزيرُ |
كلاّ ولا كان الهوى | هو عند ذاك بك المشيرُ |
لكنْ رأى فيك الوزي | رُ كما رأى فيه الأميرُ |
فصغَى إليك برأيه | والحاسدون لهم زفيرُ |
ألقى خلافتَهُ إلي | ك وقَدْرُها القدرُ الخطيرُ |
عِلماً بفضلك في الرجا | لِ وفضلك الفضل الشهيرُ |
فطفقتَ تسلك فجَّهُ | وتسير فيه كما يسيرُ |
لا تُخطىء الرأي الموفْ | فق حين تُسدي أو تنيرُ |
فهناك وافق في اختيا | رِك مستخاراً مستخيرُ |
ولَما حُبيتَ برتبة ٍ | إلا وأنت بها جديرُ |
فافخرْ على أن الجلي | ل من الأمور لكم حقيرُ |
عينُ الأمير هي الوزي | ر وأنت ناظرها البصيرُ |
طابقتَ أحكامَ الوزي | ر تُبيرُ قوماً أو تُميرُ |
وعملتَ ما عمل المشا | رك في البضاعة لا الأجيرُ |
فالليل منذ خَلَفْتَهُ | ليلٌ قصيرٌ مستنيرُ |
لا الخوفُ فيه ولا السها | دُ ولا الظلامُ المستحيرُ |
تُرك القطا فيه فنا | م بحيث ليس له مثيرُ |
يا أحمدَ الخيرِ المؤمْ | مَل حين تُخشى العَنْقفيرُ |
هذا مقام المستجي | ر وأنت أكرمُ من يُجيرُ |
أأقول فيكم ما أقو | ل فلا يكون له حَويرُ |
ما لي حُرمتُ وقد سألْ | تكمْ وإني لَلْفقيرُ |
ومدائحي تترى يجو | دُ بها لسانيَ والضميرُ |
إذ لم أنلْ من فضلكم | مقدارَ مايزنُ النَّقيرُ |
ولَطالما اسْتغنَى الفقي | رُ بكم وما انجبر الكسيرُ |
انظر إليَّ أبا الفوا | رس يَسْهل الأمر العسير |
بين العِبادِ وربِّهمْ | في قَسم زرقِهمِ سَفيرُ |
ووزيرنا ذاك السفي | ر فَمن سواه نستميرُ |
في ظله الكلأُ المَري | عُ خلالَه الماء النميرُ |
فامْنُنْ عليَّ بجانبٍ | منه فقد حميَ الهجير |
واعجل بعُرفِك ما استطع | تَ فأفضل العرف البَكيرُ |
أو قل لعبدك كيف يص | نع إنه لك مستشيرُ |
أين المَميل عن الوزي | ر أو الرحيل أو المسيرُ |
هل للمحرَّبِ غيره | في كل نائبة ٍ مَصيرُ |
من وجهُهُ الوجهُ الجمي | لُ وشخصهُ الشخصُ الجهيرُ |
من مَنُّهُ المنُّ القلي | لُ وفضله الفضل الكثيرُ |
من جودهُ الجودُ الشهي | رُ وبذله البذلُ الستيرُ |
من قولُهُ وفَعَالُهُ | سَمَرانِ ما اسمر السّميرُ |
من لا نَصير لما له | ولجاره أبداً نصيرُ |
من نَيْلُ غايته يَشُقْ | قُ ونيلُ نائله يسيرُ |
من كل أمرٍحين يُذ | كَرُ أمرُهُأمرٌ صغيرُ |
إلاّ أبا الصقر الذي | أضحى وطالبُهُ حسيرُ |
رجع المماطِلهُ الجِرا | ءَ وحظُّهُ النفسُ البهيرُ |
ملكٌ غدتْ أفعالُهُ | والعرفُ فيها والنكيرُ |
يوَماه يومُ ندى ويو | مُ ردى ً عبوس قَمْطَريرُ |
في ذا وذاك كليهما | خيرٌ وشرٌّ مستطيرُ |
فوليُّهُ لِوليّهِ | أبداً بناقلة ٍ بشيرُ |
وعدوُّهُ لعدوهِ | أبداً بنازلة ٍ نذيرُ |
كافي ملوكٍ لا يفن | نّدُ ما يُجيل وما يديرُ |
ركدت على أقطابه | أرحاء ملك تستديرُ |
لو كان في أولى الزما | ن لظل مَزدكُ لا يُحيرُ |
وغدا أنو شروانَ مف | تقراً إليه وأردشيرُ |
تَجِف القلوبُ إذا غدتْ | أقلامُهُ ولها صريرُ |
ضخمُ الدَسيعة ِ والفعا | لِ نبيهُ مملكة ٍ ذَكيرُ |
جُمعتْ له أشياءُ لم | يخلَق له فيها نظيرُ |
فيه الوسامة ُ والندى | والحلمُ والرأي الزَّبيرُ |
فإذا بدا في موكبٍ | فكأنهُ القمر المنيرُ |
وإذا احتبَى في مجلسٍ | فكأنما أرسى ثبيرُ |
وإذا تهلّل بالندى | فكأنه الغيثُ المطير |
وإذا رَمى بمكيدة ٍ | فكأنهُ القدرُ المُبير |
تتحرك الأشياء غِبْ | بَ سكونه ولها نفيرُ |
لروّية ٍ منه نتيجتها | نَقيذ أو عَقيرُ |
أضحى يحلُّ بحيث يل | قَى المستميحَ المستجيرُ |
لا يستعير له المَما | دحَ مِن سواهُ مُستعيرُ |
بل يستثير له المما | دحُ من ثراه المستثيرُ |
لولاه أصبحتِ الركا | ئب لا يئطّ لها صفيرُ |
يا آل بلبل الكرا | م بيمنكمُ صلح العذيرُ |
لولاكُمُ غدتِ الرعيِّ | ية ُ كلُّها والمُخّ ريرُ |
فَابقوا لنا في غبطة ٍ | ما أوْغلتْ في الأرضِ عيرُ |
وغدا الأُلى عادوكُم | ومقامُ أرجلهم شفيرُ |
لا زالتِ الدنيا لهم | مهوى ً قَرارتُهُ السعيرُ |
أعي على طلاّبكمْ | أن تُدرك الخيلَ الحميرُ |
تتبسّمون إذا اللئا | مُ تبسروا ولهم هَريرُ |
وتَبسّلونَ إذا السبا | ع تنمرتْ ولها زئيرُ |
ردّدتُ فيكم ناظريْ | يَ فكُلكم كرمٌ وخيرُ |
شَرفتْ أوائلكم وأش | به أولاً فيكم أخيرُ |
وحُرمتُ منكم والإل | هُ على مَرَدِّكُمُ قديرُ |
لاتَتركوا الطِّرفَ الجوا | دَ خليعَ مضيعة ٍ يَعير |
خُذْها إليك أبا الفوا | رس حلية ً بك تستنيرُ |
ماضَرها أن لا يعي | شَ لها الفرزدقُ أو جريرُ |
اسلمْ على حدث الزما | ن وأنت بالحُسنى أثيرُ |
حتى يصدِّقَ من كَنا | ك فوارسٌ لهمُ كريرُ |