ما كنتَ في بخس الجزاء بمشبهٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما كنتَ في بخس الجزاء بمشبهٍ | إلا كنيَّك يا أبا أيوبِ |
وأَراك أيضاً مثلَهُ في جودهِ | للراكبين بظهره المركوبِ |
أصبحتَ كالجمل الذي لا يُرتجى | لجزاءِ عارفة ٍ ولا تثويبِ |
ما أنت في الأحياء بالحيّ الذي | يُطرى ولا بالميت المندوبِ |
أبديتَ صفحة قسوة ٍ وخشونة ٍ | من دون تافِه نَيْلك المطلوبِ |
فكأنك الينبوتُ في إبدائهِ | شوكاً يذودُ به عن الخروبِ |
لو كان نائلكُ المُحجَّب نائلاً | لَعَذرتُ مَنْعة َ بابك المحجوبِ |
يا ضَيفَهُ أبشرْ فإنك غانُم | أجر الصيام وليس بالمكتوبِ |
ولو استطاع لحَبْطِ أجرك حيلة ً | لاحتال في ذلك احتيالَ أريبِ |
وأراهُ سَخَّاهُ بصومك علمُهُ | أنْ ليس صومُ الكُره بالمحسوبِ |
أو ظَنُّهُ أنْ لا صيامَ لضيفِه | مع رَتْعه في عرضه المسبوبِ |
أيظنُّ غِيبتَهُ تُفطِّر صائماً | قُبحاً له ولظنِّه المكذوبِ |
لا تحسبَنَّ على امرىء ٍ في شتمِه | حُوباً فما في شتمه من حُوبِ |
رَهِلُ المحاجر والجفون ترى له | وجهاً يؤكِّد قُبحَهُ بقُطوبِ |
أبداً تراه راكعاً في ثَردة ٍ | مأدومة ٍ بإهالة ِ المصلوبِ |
مُتتابعَ الأسقام من تُخمَاتِهِ | لا يَشِف ذاك الداء طبُّ طبيبِ |
ومُصحِّحُ الأضياف يَسلَمُ ضيفُهُ | من كل داءٍ غيرَ داء الذيبِ |
يتنفس الصُّعداء من كِظَّاتهِ | لا فارقَتْه زفرة ُ المكروبِ |
يا حسرتا لقصيدة ٍ أغلقتُها | بمديحهِ وفتحتُها بنسيبِ |
لأُبدِّلن مديحه قَذْعاً له | ولأجعلنَّ بأمه تشبيبي |