عجبتُ لمرّ النفسِ كيف يضامُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عجبتُ لمرّ النفسِ كيف يضامُ | وحرٍّ يخاف العتب وهو ينامُ |
وراضٍ بأوساطِ الأمور فقاعدٌ | وفيه إلى غاياتهنَّ قيامُ |
سقى الله حرّاً عارفا بزمانه | تجاربهُ قد شبنَ وهو غلامُ |
يخاطر من علياه خبراً بنفسه | وإن شلَّ أقدامٌ وطؤطئَ هامُ |
يسمّون عيشا في الخمول سلامة ً | وصحّة ُ أيام الخمول سقامُ |
ويستعذبون الرزقَ طالت يدٌ بهِ | إذا أسمنَ الأجسام وهو سمامُ |
دع الناسَ فيما أجمعوا وامض واحدا | فنقصك ممن لا يعدُّ تمامُ |
وغظهم لعلّ الغيظ أن يتنبَّهوا | عليك به فالغافلون نيامُ |
تقدّمْ إذا ما أخّروك عليهمُ | ولا تك مأموما وأنت إمامُ |
تغرَّب وراء العارفين فربما | أفاد رحيلٌ ما أفاد مقامُ |
عسى هذه الأرضُ الولودُ بماجدِ | تطرِّقُ واذكر كيف ساد عصامُ |
فإن التي جاءت بمثل محمّدٍ | ليخرجُ منها طيبون كرامُ |
رويدك بي يا رائدي إن مرتعا | إذا صدق الوُرَّاد فيه أقاموا |
جميمٌ على قدر المشافرِ نابتٌ | وماءٌ على حكم السُّقاة جمامُ |
نشدتك قرَّبْ لي معوّدة َ الطَّوى | عليها سوى الماء العليقُ حرامُ |
إذا ظهرُ طرف لم يطقْ غيرَ فارسٍ | ففرسانها المستبطنون زحامُ |
تسرَّبُ شقَّ الأيمْ في التُّربِ طرقهُ | لها زبدٌ من شدّها ولغامُ |
كأن صفاءَ الماء ينفرج القذى | بها عنهُ وجٌ عطّ عنه لئامُ |
من الحبشيات اللواتي إذا انتمت | أسرَّ لها سامٌ وأظهرَ حامُ |
إذا رحلتْ بالشُّرع مرَّت كأنّها | جوافلُ من طرد الشَّمال نعامُ |
فإمّا ركبناها فبلَّ غليله | فؤادٌ به إلى الكرام أوامُ |
وإما عدانا للمقادير عائقٌ | فما تمنع الأقدارُ كيف ترامُ |
وإن تتقدَّمني فصلْ وهديَّتي | صلاة ٌ إلى سمع العلا وسلامُ |
فبلِّغ وقل لا طامعا في رجوعه | إلامَ على فرط السماح تلامُ |
وكم يطمع الأعداءُ فيك بهزِّهم | وقد جلَّ عن شمِّ التراب شمامُ |
ألم يكفهم يومٌ رجوه فخيَّبوا | ويومٌ وعامٌ جرّبوه وعامُ |
وما أعلمَ الحسَّادَ للشمس أنهم | فناءٌ على الأيّام وهي دوامُ |
أبى اللهُ والفضل الذي فيك والتُّقى | وكفٌّ إذا جفَّ السحابُ سجامُ |
وسيفانِ هذا حاسم الغيِّ ما جرى | وقطَّ وهذا كيف قطَّ حسامُ |
وعارضة ٌ من عارض الغيث أرضعتْ | خواطرها فما لهنّ فطامُ |
إذا ترجمتْ عن بحر علمك أعجمت | لها ألسنُ عربٌ وناب كلامُ |
وكتبٌ تفضُّ الروضَ نشرا ومنظرا | إذا فضَّ من مطويِّهنَّ ختامُ |
أبا حسنٍ أمطرتَ منّى دوحة ً | تطولُ وتنمي والغمامُ جهامُ |
مباركة تجنى لأوّلِ حولها | ويذوي أراكٌ حولها وبشامُ |
وضعتُ سنانا دون عرضك والغا | دماً ولسانا إن أجدَّ خصامُ |
وأسمنتَ أيّامي فعدن بدائنا | وهن جلودٌ من ضناً وعظامُ |
وكم مدّ بين المجدِ لمّا دعوتهم | وإيّاك في الجلَّى شقتَ وعاموا |
فلا يعدمنك الحمدُ منى شواردا | لهنّ على بعد المسير مقامُ |
من الكلمِ المختصِّ يعلم ما أتى | وفيه كما في قائليه طغامُ |
مولّدة ما بين كسرى ويعربٍ | وفي السيف ماء كامن وضرامُ |
أصولٌ لهاقصر المدائن خطَّة ٌ | وفرعٌ لها بالأبطحين خيامُ |
فملِّيتها كفئاً عروفا بحقِّها | لها منك كفلٌ ناهضٌ وقوامُ |
وعشتَ وعاش الحاسدوك بدائهم | فإن حياة الحاسدينِ حمامُ |