ردّوا لها أيّامها بالغميمْ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ردّوا لها أيّامها بالغميمْ | إن كان من بعد شقاءٍ نعيمْ |
وأفرجوا عن طرقاتِ الحمى | لها عن المعوجِّ والمستقيمْ |
تنفضها ثم قضى ما قضى ال | وخدُ على أثباجها والرسيمْ |
فثمّ أدراجُ مطافيلها | ومنزلُ الأينقِ تحت القرومْ |
وحيثُ جمَّ الماءُ واستسمنت | غواربٌ جمٌّ برعي الجميمْ |
ردُّوا عن الأعناقِ أرسانها | وكرّموها عن عضاض الخطيمْ |
ولا تدلُّوها فقدّامها | أدلّة الشوق وهادى الشميمْ |
وفوقها كلّ أخى صبوة | إذا الصَّبا هبّت غذاه النسيمْ |
يرى بنجدٍ وبسكانه | ثروة َ ذي العدم وبرءَ السقيمْ |
قلوبهم رقٌّ لأهل الحمى | حيث النواصي حرة ٌ والجسوم |
وكم بنجدٍ لك من قاتلٍ | لم يتحرَّجْ من مقام الأثيمْ |
وجارحٍ تكلم ألحاظهُ | وهي إذا شاء دواءُ الكلومْ |
وموقفٍ بالنّعفِ تهفو به | سفاهة ُ الحبّ بلبّ الحليمْ |
وأمِّ خشفٍ لو أحسَّتْ هوى ً | عن ريمها لم تتعطَّفْ لريمْ |
وكاتمٍ يغرى بأسراره | في هدب الأجفانِ دمعٌ نمومْ |
قضيّة ٌ يكذب أشهادها | ويقبلُ الحاكم دعوى الغريمْ |
تجتمع الأضدادُ حينا ولا | يجتمع الشاكي بها والرحيمْ |
حلفتُ بالأدمِ براها السُّرى | بريَ المَدى إلا الذَّما والأديمْ |
طلائحٍ يأخذُ مجهودها | رعيُ الموامي واحتساءُ السمومْ |
كلُّ سنامٍ حالقٍ حتّه الس | يرُ وجنبٍ بالحوايا جليمْ |
تحطمها بغية ُ إنجازها | ميعادَ شعثٍ وعدوها الحطيم |
لولا ابنُ أيّوبَوآباؤه | ما نهضتْ محصنة ٌ عن كريمْ |
قومٌ إذا ما احتجزوا بالحُبى | قالوا فكانوا شرقا للخصومْ |
أو عدَّ مجدُ الناس أطرافهُ | وجنبهُ عدّوهمُ في الصميمْ |
أو ركبوا الخيلَ إلى مأزقٍ | تبدَّلوا الهامَ بفوسِ الشكيمْ |
بيضُ المجاني نورُ أوضاحهم | يشدخُ في وجه الزمانِ البهيمْ |
إن كوثروا سدُّوا مسدَّ الحصا | أو فوخروا أغنوا غناء النجومْ |
أو قطرتْ في المحلِ أيديهمُ | بانت بها آثارُ بخل الغيومْ |
عندك منهم بأبي طالبٍ | ما وصفَ الحادثُ فضلَ القديمْ |
قامت بآثارهم عينهُ | وزاد والخمرة ُ بنتُ الكرومْ |
والمجدُ لا يُحرزُ إلا إذا | رافدَ عزَّ النفس طيبُ الأرومْ |
إلى عميد الرؤساء انبرت | تحتَ بني الحاجِ بناتُ العزيمْ |
يطلبن حرَّ الوجه حلوَ القرى | عشيرة َ الواحد مالَ العديمْ |
أروعَ لا ترهقه خُطَّة ٌ | يعثرُ بالمقعدِ فيها المقيمْ |
ولا ترى همّته في العلا | تحطُّ فيها نازلاتُ الهمومْ |
تنتظمُ الحزمَ سياساته | نظمُ كعوب الرمح إلا الوُصومْ |
ذبَّ عن الدين بآرائه | فالدينُ من تدبيره في حريمْ |
وجاهدتْ عن خلفاء الهدى | خالصة ً منه بقلبٍ سليمْ |
هم نصبوهُ دون أيامهم | فانحلَّ عنها كلُّ خطبٍ جسيمْ |
ذخيرة منه تواصوا بها | خلَّفها ظاعنهم للمقيمْ |
وزارة موروثها تالدٌ | والبدر للشمس وزيرٌ قديمْ |
مجلسه منها لآبائه | سيفا فسيفا ينتضي أو يشيمْ |
أعشبَ قومٌ بولاياتهم | والنصح يرضيه برعى الهشيمْ |
يخصّه الكاملُ من فضله | وماله مشتركٌ للعمومْ |
ما عابه عصيان لوّامه | والعيبُ في الجودِ على من يلومْ |
يا من قصرتُ العمرَ في ظله | ورفدهِ أرتعُ أو أستنيمْ |
ورضتُ صرفَ الدهر أو لان لي | فلم أبلْ يجمحُ بي أو يقومْ |
بحرُ أمانيَّ على مائه | يفهقُ ريّاً والأماني تحومْ |
وعروة ٌ في الودّ ممسودة ٌ | تحت يدي والودُّ حبلٌ رميمْ |
تلوَّن الناسُ بألوانهم | على ّ والتاثَ الصديقُ الحميمْ |
وكُدِّرتْ تلك الرَّكايا على | دلوى فما أشربُ غيرَ الوخيمْ |
وأنتَ والسلطانُ ما نلته | موطَّأُ الظّهر سليسُ الحزيمْ |
وإن يكن صدٌّ يسوء الهوى | أو جفوة ٌ تهتك ستر الكتومْ |
أو يقذَ وقتٌ ثم يجلى القذى | فالجوّ لا يمطرُ حتى يغيمْ |
فابقَ أزركَ الباقياتِ التي | تدرَّج الأرضُ وليست تريمْ |
ما وسمتْ عرضا على أنه | حلٍ وإلا جمَّلته الوسومْ |
رسومها خالدة ٌ عندكم | ليس كما ينهج بالى الرُّسومْ |
تحملُ منها كلَّ ريحانة | صبيحة َ النيروز يومَ القدومْ |
كأنها تحفة ُ طيفِ الكرى | بالحبّ أو نخبة ُ كأس النديمْ |
واجتلها والودُّ إن أمهرتْ | أنفسُ ما تمنحُ أو ما ترومْ |
ودم وما أعطيتَ من نعمة ٍ | لا أسأل الله سوى أن تدومْ |