أرشيف الشعر العربي

عثرتَ يومَ العذيبِ فاستقلِ

عثرتَ يومَ العذيبِ فاستقلِ

مدة قراءة القصيدة : 5 دقائق .
عثرتَ يومَ العذيبِ فاستقلِ ما كلُّ ساعٍ يحسّ بالزَّللِ
ما سلمتْ قبلك القلوبُ على ال حسن ولا الراجمون بالمقلِ
راحوا بقلبي وغادروا جسدا أعدى بلاه ربعَ الهوى فبلي
وقفتُ فيه ولا ترى عجبا كطللٍ واقفٍ على طللِ
سل إخوتي في قصور فارسَ عن أخ عزيز يضامُ في الحللِ
يا قوم إن العذيبَ بعدكمُ يأخذني بالطوائل الأولِ
لا تطلبوا في طلى الرجال دمى إنّ دمي في غوارب الإبلِ
كأنها بالحمول واطئة ٌ صفحة َ خدّي تمشي إلى أجلي
يا عجبا صادني عنادا على وجرة َ ظبيٌ يصاد بالحيلِ
مدَّ حبالا من الذوائب واس ترهف يرمي نصلا من الكحلِ
ما اختصَّ منى السِّقامُ جارحة ً على جهاتي أغراضُ منتبلي
إذا لحاظي لجسميَ امتعضتْ من الضنا قال قلبيَ احتملِ
كلّ عذابِ الهوى بليتُ به ولو كفيت الملامَ لم أبلِ
قد اشتفى الدهرُ من قساوته وما اشتفى العاذلاتُ من عذلي
يا قصر الليلِ دمْ لنائمه فالليلُ لولا السهاد لم يطلِ
أحال دمعي لونَ السواد من ال عين ولونُ الظلام لم يحلِ
وأنكرتْ عينيَ النهارَ من اع تياد ليلاتِ همّي الطِّولِ
ظاهرَ ثوبا من السلامة لي فوقَ أديمٍ محلَّمٍ نغلِ
يسقينيَ الصابَ إن وصفتُ له ظماءة ً من إدواة العسلِ
مبتسم لي من غير ما مقة ٍ ما كلّ لحظٍ بالماقِ عن قبلِ
إذا استجدَّتْ له ثيابُ غنى ً رحتُ بثوبٍ من غدره سملِ
يرى بعينيه كلَّ منصدع يرأبُ إلا ما سدّ من خللي
يرى ذهابَ الساداتِ سوّده إن التفاني وسمٌ على الغفلِ
قلْ للئيم يضمّ راحته خوف سؤالي أعفيتَ فاعتزلِ
كففتها ترهبُ العطاءَ فما أحسنها لو تكفُّ من شللِ
عهدي بمال الجواد يأمنني فكيف قد خفتني مع البخلِ
ما لك ترتاع للسماع إذا سيل أناسٌ وأنت لم تسلِ
غضبان تبغى شرّى بلا ترة ٍ ولا يدٍ أنت ربُّها قبلي
يُذمُّ مسترجعُ النوالِ فهل تكون مسترجعا ولم تنلِ
يا عاقداً صبوة َ الحسان إلى ال حاجات حرصا بغارب الجملِ
يطلبُ ما أمهلَ القضاء به من الغنى في سفارة العجلِ
حيرانَ يضحي على أمانٍ من ال أرض ويمسي منها على وجلِ
حطَّ وقد أعتمتْ مذاهبه ينظر رشدا أقمرتَ فارتحلِ
هدا عميد الكفاة نارُ قرى ال ليل وكشَّافُ أوجهِ السُّبلِ
دلَّ على جوده تبسُّمهُ والشرقُ يشرى بالعارض الهطلِ
أبلجُ وافٍ سربالُ سوددهِ على سرابيلِ قومه الفضلِ
فات به أن تداس حلبته سنُّ فتى ً ورأى مكتهلِ
قرّ وما ألقيت تميمته وساد في عشر عمره الأولِ
مستيقظ الظنّ ألمعيٌّ إذا أخلفَ ليلُ النَّوَّامة ِ الوكلِ
يكاد من طاعة الوفاق له يصلح بين الجنوبِ والشَّملِ
صحّت له في الندى بصيرتهُ فما يردُّ السؤالَ بالعللِ
وعاقد الغيثَ أن يساهمه ال جودَ بكفٍّ محلولة ِ العقُلِ
من معشرٍ شاب مجدهم في صبى ال دهر وداسوا أوائلَ الدولِ
إذا هوى الناسبون في صببٍ تطلَّعوا من ذوائب القللِ
خلّوا عن المال أيديا وهبوا منها مكانَ الأموال والقبلِ
يصبح رزقُ الأنام تحت يدٍ منهم وثقل الدنيا على رجلِ
كلّ غلامٍ ضربٍ يخفّ إلى ال ضرب خفوفَ الصَّناع للعملِ
لو شاء مما طالت حمائله مسّ قياما ثعالبَ الأسلِ
شابهَ طيبُ الولاد بينهمُ وفقَ الأنابيبِ في القنا الذُّبلِ
محمدٌ كالحسينِ سبقا إلى غايته والحسينُ مثلُ علي
يبغى مساعيك متعبٌ يدهُ تفتُلُ حبلا لشاردِ الإبلِ
وما جنت خيبة ً كرجلِ فتى ً يمشي على النار غيرَ مشتعلِ
أنعمتمُ لي خوض الرجاء وقد كنت أحلاَّ منه عن البللِ
وزاد شعري فيكم على فكري مزيدَ إحسانكم على أملي
لكنّه يقتضي مكارمكم تعجيلُها ما يفوت بالمهلِ
وأن أكون الشريكَ في جمّة ال ماءِ كما قد شركتُ في الوشلِ
كلّ يدٍ في مديحكم غمستْ غيرَ يدي فهي كفُّ منتحلِ
وكلّ قلب بعدي أحبَّكمُ قلبُ دخيلِ الودادِ منتقلِ
كم جلوة ٍ حلوة ٍ زففتُ لكم فيها هديّاً من خاطرٍ غزلِ
كالشمس يأتيكم الصباحُ بها عذراءَ حتى تجلى مع الطَّفلِ
طيّبة الرُّدنِ بالذي ضمنت من سيرة ٍ فيكم ومن مثلِ
تكثرِ مع حسنها الوصالَ فما أخشى عليها إلا من المللِ
أثقلتمُ حملَ جيدها فإن از دادت فللفخر ليس للعطلِ
كم حاسدٍ قد مشى الضَّراء لها لما استقامت برأيه الخطلِ
رجا بما قال عندكم وزرا ينجيه من غيظه فلم ينلِ
لو لم توسّع له مسامعكم ما طمع الصّلُّ في فم الوعلِ
يقصُّ إثرَ الشذوذِ يلتمس ال عيبَ وينسى الإحسان في الجملِ
له إذا امتدّ باعُ همّته ذكري بالعيب والمحاسنُ لي
كفى احتقارا تركي إجابته لو كان ممن يجابُ لم يقلِ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (مهيار الديلمي) .

منْ حاكمٌ وخصوميَ الأقدارُ

يا صاحبي شكواي هل ناصرٌ

بكى النارَ ستراً على الموقدِ

أصبْ برأيي أصابًَ الحظُّ أو غلطا

أبلغْ بها أمنية َ الطالبِ


مشكاة أسفل ٢