أبلغْ بها أمنية َ الطالبِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أبلغْ بها أمنية َ الطالبِ | فالرزقُ بين الردفِ والغاربِ |
و لا تذممْ لوجاها فما ال | راحة ُ يوماً في مطا اللاغبِ |
ليلتها في الدائبِ المنتقي | بغامها في السارح العازبِ |
حداؤها في الركبِ أحظى لها | من نعقة ِ الراعي أو الراكبِ |
فاوتَ بين الطيرِ حالاتها | من باطشٍ أو فرقٍ هائبِ |
فالخسفُ للجاثمِ في وكرهِ | و الخصبُ للقاطعِ والكاسبِ |
أفلحَ من داوسَ طرقَ العلا | موفقا للسننِ اللاحب |
تعجبهُ الفضلة ُ في ماله | ما لم تشبها منة ُ الواهب |
ذلك في المولى غداً في العدا | مثلبة ٌ فاسددْ فمَ الثالبِ |
خوفي من العائب لي نجوة ٌ | من الأذى تشكرُ للعائبِ |
و الناسُ أصحابيَ ما لم تملْ | و سوقُ أثقالي على صاحبِ |
أكون ما استغنيتُ عن رفدهم | جلدة َ بين العينِ والحاجب |
فإن عرتْ أو حدثتْ حاجة ٌ | فالحبلُ ملقيٌّ على الغاربِ |
و كم أخٍ غيرهُ يومهُ ال | مقبلُ عن أمس به الذاهب |
كنتُ وإياه زمانَ الصدى | كالماء والقهوة ِ للشاربِ |
و مدّ باعيه فخلى َّ يدي | نهباً لكفّ القابض الجاذبِ |
مرّ فلم يعطف لحبَّ الصبا ال | جاني ولا حقَّ العلا الواجبِ |
كأنَّ ما أحكمتُ من ودهِ | أبرمتهُ للمسحلِ القاضبِ |
اللهَ للمغصوبِ فيكم على | ديونهِ يا شيعة الغاصبِ |
قد قلتُ للخابط خلفَ المنى | مباعدا قاربْ بها قاربِ |
احبس مطاياك فما في السرى | إلا جنونُ الطمعِ الكاذبِ |
لا تطلبنَّ الرزقَ من معدنٍ | ينبوعه غيرُ أبي طالبِ |
فالبحرُ من خلفهُ خلفهُ | لم يقتنع بالوشلِ الناضبِ |
خاطرَ في المجد فغالي فتى ً | لم يخشَ منه قمرة َ الغالبِ |
و كاثرَ الناسَ بإحسانهِ | فلم يحزهُ عددُ الحاسبِ |
إذا احتبى ينسبُ علياءه | دار عليه قطبُ الناسبِ |
ضمّ إلى ما كسبتْ نفسهُ | سالفة ً في عرقهِ الضاربِ |
فظلَّ لا يشرفُ من جانبٍ | إلا دعاهُ الفخرُ من جانبِ |
من معشرٍ تضحكُ أيمانهم | إن آدَ عامُ السنة ِ الشاحبِ |
تحلبُ أموالهمُ ثرة ً | و الضرعُ مبسوسٌ على الحالبِ |
لهم ندى ٌّ شرقٌ منهمُ | بكلَّ مخطوبٍ له خاطبِ |
لا نائمُ السامرِ في الليلة ِ ال | طوليَ ولا متقرُ الآدبِ |
هم وزروا الدولاتِ واستنصحوا | رعياً على العاطفِ والساربِ |
و هم سيوفُ الخلفاءِ التي | تعلمَّ الضربَ يدَ الضاربِ |
غاروا نجوماً ووفتْ بابنهم | شهادة ُ الطالعِ للغارب |
حذا وزادته قوى نفسهِ | و المجدُ للموروثِ والكاسبِ |
زيادة َ البدرِ بشعاعة ِ | على ضياء الكوكبِ الثاقبِ |
ليتَ عيونا لهمُ في الثرى | مغضوضة ً بالقدرِ اللازبِ |
تراك في رتبتهم جالسا | تأمرُ في العارضِ والراتبِ |
حتى يقرَّ اللهُ منها الذي | أقذيَ بالرامسِ والتاربِ |
قد عرفَ القائمُ بالأمرِ مذ | سلكَ أنَّ القطعَ للقاضبِ |
ظهرتَ بالعفة ِ سلطانهُ | هذا وما الزاهدُ كالراغبِ |
و صنتَ ما حسنَ من ذكرهِ | عن دنسِ القادحِ والقاصبِ |
فلا تزلْ عندك من طولهِ | ما عنده من رأيك الصائبِ |
و لا خلا دستك من مركبٍ | غاشٍ ومن راجٍ ومن هائبِ |
و دام لي منك ربيعي الذي | يرضي رياضي بالحيا الساكبِ |
و جنتي الحصداءُ إن صاحَ بي | دهريَ لا سلمَ فقم حاربِ |
ما ليَ في فقري إلى ناصرٍ | سواك منْ أحمى به جانبي |
في ودك استبليتُ ثوبَ الصبا | و فيه أنضو بردة َ الشائبِ |
قلبي لك المأمونُ تقليبهُ | ما قام ريانُ على ماربِ |
أبيضُ ثوبِ الودّ صافٍ على | لونيهِ من راضٍ ومن عائبِ |
و كلما أنسيتمُ صحبتي | ذكرنيكمْ زمنُ الصاحبِ |
و خرداً أرسلتها شرداً | من حابلٍ منكم ومن حائبِ |
كلّ فتاة ٍ معَ تعنيسها | تفضحُ حسنَ الغادة ِ الكاعبِ |
ضوافياً من فوقِ أعراضكم | للمسدلِ المرخى وللساحبِ |
سارتْ مع الشمس وعمت مع ال | غيث فمن ذاكٍ ومن هاضبِ |
تعلقُ بالآذان موصولة ً | غشما بلا إذنٍ ولا حاجبِ |
تنصبُ أعلاماً لكم سيرها | في الأرضِ فلتشكرْ يدُ الناصبِ |
كررتِ الأعيادُ أعدادها | و المهرجاناتُ على الحاسبِ |
حتى لقد خافت بما أكثرتْ | ملالة َ القارئ والكاتبِ |