هلْ في الشُّموسِ التي تحدى بها العيرُ
مدة
قراءة القصيدة :
8 دقائق
.
هلْ في الشُّموسِ التي تحدى بها العيرُ | قلبٌ إلى غيرِ هذا الدِّينِ مفطورُ |
أمْ عندَ تلكَ العيونِ المتبلاتِ لنا | دمٌ على أسهمِ الرَّامينَ محظورُ |
زمَّوا المطايا فدمعٌ مطلقٌ أمنَ ال | عدوى ودمعٌ وراءَ الخوفِ محصورُ |
فكمْ نهيتُ بأولى الزَّجرِ سائقهمْ | حتى تشابهَ مهتوكٌ ومستورُ |
وفي الخدورِ مواعيدٌ مسوَّفة ٌ | لمْ يقضَ منهنَّ منذورٌ ومنظورُ |
وماطلاتٍ ديونَ الحبِّ تلزمها | ليَّاً وهنَّ مليَّاتٌ مياسيرُ |
لا تقتضى بفتى ً يقتلنَ عاقلة ً | ولا يقومُ وراءَ الثأرِ موتورُ |
يجحدنَ ما سفكتْ أجفانهنَّ دماً | وقدْ أقرَّ بهِ خدٌّ وأظفورُ |
يا سائقِ البكراتِ استبق فضلتها | على الوريدِ فظهرُ العفرِ معقورُ |
حبساً ولو ساعة ً تروى بها مقلٌ | هيمٌ وأنتَ عليها الدَّهرُ مشكورُ |
فالعيسُ طائعة ٌ والأرضُ واسعة ٌ | وإنَّما هو تقديمٌ وتأخيرُ |
تغلَّسوا منْ زرودٍ وجهَ يومهمُ | وحطَّهمْ لظلالِ البانِ تهجيرُ |
وجاذبوا الجزعَ منْ وادي الأراكِ وقدْ | تعصَّبتْ بالغروبِ الأحمرِ القورُ |
وضمنوا اللَّيلَ سلعاً أنْ رأوهُ وقدْ | غنَّتْ على قنَّتي سلعَ العصافيرُ |
وكيفَ لا يستطيبُ العشبَ رائدهمْ | وكلُّ وادٍ لهمْ بالدَّمعِ ممطورُ |
واستكثفوا البقلَ منْ نعمانَ فاقتحموا | لسَّاً وخضماً فمهلوسٌ ومهصورُ |
ومنْ ورائهمُ عقدُ اليمينِ سدى ً | مضيَّعٌ وذمامُ الجارِ مخفورُ |
أطبقتْ جفني على ضوءِ الصَّباحِ لهمْ | حفظاً فما لنهارٍ فيهما نورُ |
وعاصتْ اليأسَ نفسي أن تُعابَ بهِ | وكلُّ سالٍ بأمرِ النَّاسِ معذورُ |
وقدْ عددتُ على سكرى بفرقتهمْ | شهورَ عامٍ وقلبي بعدُ مخمورُ |
كذاكَ حظُّ فؤادي منْ أحبَّتهِ | مذ جرَّبَ الحبَّ مبخوسٌ ومنزورُ |
فما يحافظْ إلاَّ وهو مطَّرحٌ | ولا يواصلُ إلاَّ وهو مهجورُ |
حتى لقدْ خفتُ أنْ تنبوا على يدهِ | بالشَّرقِ منْ أسدٍ بيضٌ مشاهيرُ |
منْ مرسلٌ تسعُ الأرسانُ همَّتهُ | جرحُ الفلاة ِ بهِ واللَّيلُ مسبورُ |
لا يرهبَ الجانبَ المرهوبَ محتشماً | لعلمهِ أنَّ طرقَ المجدِ تغريرُ |
ينضي الحيادَ إلى أدراكَ حاجتهِ | والعيسَ حتى يضجَّ السِّرجُ والكورُ |
يذارعُ الأفقَ الشَّرقيَّ قبلتهُ | في القسطِ ما ضمَّ خوزستانُ فالكورُ |
بلِّغْ حملتَ على الأخطارِ محتكماً | على السَّرى وأعانتكَ المقاديرُ |
حيَّاً بميسانِ ربعُ المالِ بينهمُ | عافٍ خرابُ وربعُ العزِّ معمورُ |
فثمَّ ما شئتَ فخرَ النَّاسِ كلِّهمِ | بلا مثيلٍ وثمَّ المجدُ والخيرُ |
وأوجهٌ مقمراتٌ للقرى وإلى | معرِّجِ الصُّبحِ فرسانٌ مغاويرُ |
واخصصْ غضارفَ من دودانَ يقدمها | ضارٍ تبادرهُ الأسدُ المساعيرُ |
فقلْ لهمْ ما قضى عنَّي نصيحتهمْ | وأكثرُ النَّصحِ تخويفٌ وتحذيرُ |
تخاذلوا لوليِّ الأمرِ واعتزلوا الصُّ | دورَ فالملكُ المنصورُ منصورُ |
توضَّحوا في دياجيكمْ بطاعتهِ | فهي الصَّباحُ ولقياهُ التباشيرُ |
وتابعوا الحقَّ تسليماُ لإمرتهِ | فتابعُ الحقِّ منهيٌّ ومأمورُ |
سادَ العشيرة َ مرزوقٌ سيادتها | في الدَّرِّ منتخلٌ للملكِ مخبورُ |
مردَّدُ منْ مطا عدنانَ في كرمِ ال | أصلابِ كنزٌ لهذا الأمرِ مذخورُ |
ينميهِ منْ أسدٍ عرقٌ يوشجهُ | إلى عفيفٍ وعرقُ المجدِ مبتورُ |
وعنْ دبيسٍ بعرفِ المجدِ مولدهُ | إلى الحسينِ وأمرُ المجدِ مقدورُ |
لا تخصموا اللهَ في تمهيدِ إمرتهِ | عليكمُ إنَّ خصمَ اللهِ مقهورُ |
كفاكمْ النَّاسَ فامشوا تحتَ رايتهِ | وكلُّ بيتٍ بكمْ في النَّاسِ مكثورُ |
ولا تعرَّوا قدامَ مجدكمْ حسداً | لابنِ الحسينِ بما تجنى المآخير |
أو فادَّعوا مثلَ أيَّامٍ لهُ بهرتْ | والحقُّ أبلجُ والبهتانُ مدحورُ |
لمنْ جفانٌ مع النّكباءِ متأقة ٌ | ليلُ الضِّيوفِ بها جذلانُ محبورُ |
وراسياتٌ تدلُّ المعتمينَ إذا | ضجَّتْ زماجرُ منها أو قراقيرُ |
يردَّها متأقاتٍ كلَّما انتقصتْ | مرحَّلٌ منْ صفاياهُ ومنحورُ |
يعاجلُ الآكلينَ الجازرونَ بها | فلذاً وفلذاً فمشويٌّ ومقدورُ |
ومنْ جنا النَّحلِ بيضاءَ يلملمها | ماءٌ منَ الأصفرِ السُّوسيِّ معصورُ |
على القرى ويطيبُ المشبعونَ بها | في الجدبِ والزَّادُ ممنونٌ وممرورُ |
وصافناتٍ تضاغى في مراسنها | كأنهنَّ على الصمِّ العفافيرُ |
عتائقٌ أذعنتْ مثلَ الكلابَ لهُ | ويومَ طخفة َ مجهولٌ ومغرورُ |
للموتِ يومَ يخوضُ النَّقعَ جائزهُ | والغوثِ يومَ تعاطاهَ المضاميرُ |
يحملنَ نحوي الأعادي كلَّ ذي حنقٍ | لمْ يرقبَ الموتَ إلاَّ وهو مصدورُ |
يستنشقُ الرَّدعَ منْ ثنييْ مفاضتهِ | كأنَّهُ بالدَّمِ المطلولِ معطورُ |
فوارسٌ إنْ أحسَّوا فترة ً وجدوا | أبا الفوارسِ حيثُ اليومَ مسجورُ |
لو لمْ يقيموا شهابَ الدَّولتينِ على | أسيافهمْ لمْ يكنْ للضَّربِ تأثيرُ |
ومنْ فتى ً كلُّ قومٌ وسمُ شهرتهِ | على أسِّرة ِ وجهِ الدَّهر مسطورُ |
كليلة ِ السِّوسِ أو ليل البذانِ وما | حمى بواسطَ تنبيكَ الأخابيرُ |
وموقفٌ معلمٍ أيَّامَ منعكمُ | تنسى خطوبُ اللَّيالي وهو مذكورُ |
ومنْ سواهُ إذا ما الجودُ هدَّدهُ | بالفقرِ فهو بذكرِ الفقرِ مسرورُ |
لمْ ينبذْ المالَ منفوضاً حقائبهُ | حتى استوى عندهُ عسرٌ وميسورُ |
إذا أضبَّتْ على شيءٍ أناملهُ | حفظاً فأضيعُ عانيهِ الدَّنانيرُ |
تسري البدورُ مطاياها البدورُ إلى | عفاتهِ ثمَّ تتلوها المعاذيرُ |
شرى المحامدَ منهُ بالتلائدِ فال | أموالُ منهوكة ٌ والعرضُ موفورُ |
إذا حوى اليومَ لمْ يدعْ لغدٍ | حظَّاً وعندَ غدٍ شأنٌ وتغييرُ |
ذلِّي لهُ ثمَّ عزِّي يا بني أسدٍ | فالغضُّ للحقِّ تعظيمٌ وتوقيرُ |
النَّاسُ دونكَ طرَّاً وهو فوقكَ وال | آثارُ تنصرُ قولي والأساطيرُ |
لكمْ مسامعُ عدنانٍ وأعينها | والنَّاسُ صمٌّ إلى إحسانكمْ عور |
وأنتمْ الشَّامة ُ البيضاءُ في مضرٍ | والمنبتُ الضَّخمُ منها والجماهيرُ |
وهلْ تكابرُ في أيَّامِ عزِّكمُ | قبيلة ٌ وهي الغرِّ المشاهيرُ |
فيومَ حجرٍ وحجرٌ كلَّ ممتنعٍ | في ملكهِ المجدُ مقبوضٌ ومحجورُ |
جرَّ الكتائبَ منْ غسّانَ يقدمها | عنهُ مدلٌّ على الأقدارِ مغرورُ |
عنا لهُ الدَّهرُ أحياناً وأقدرهُ | على الممالكِ تأجيلُ وتعميرُ |
فساقها نحوكمْ يبغي إتاوتكمْ | وأنتمُ جانبٌ في العزِّ محذورُ |
يحلفُ لا آبَ إلاَّ بعدَ قسركمُ | يا لكَ حلفاً لو أنَّ الشَّيخَ مبرورُ |
لكنّهُ لمْ يكنْ في دينِ غيركمُ | لها سوى السَّيفِ تحليلٌ وتكفيرُ |
وجندل ولغتْ فيه رماحكمُ | وذيلهُ مثلُ ظهرِ الأرضِ مجرورُ |
شفى ربيعة ُ منهُ غلَّ مضطهدٍ | لمْ يركبَ السَّيفَ إلاَّ وهو مغمورُ |
والنَّارُ أضرمها ابنُ النَّارِ نحوكمُ | بالدَّارعينَ لها وقدٌ وتسعيرُ |
فردَّهُ بغيهُ شلواً وجاحمها | بماءٍ فوديهِ مطفيٌّ ومكفورُ |
وسلْ بفارعة ٍ أبناءَ صعصعة ٍ | يخبركَ بالحقِّ مصفودٌ ومقبورُ |
لمْ يقبلوا نصحَ أنفِ الكلبِ فانقلبوا | بيومِ شرٍّ ثناياهُ الأعاصيرُ |
وبالنِّسارِ وأيَّامَ الجفارِ لكمْ | مواقفٌ صونها في الأرضِ منشورُ |
شكا سيوفكمْ عليا تميمَ بها | إلى بني عامرٍ والسَّيفُ مأمورُ |
ومؤرَّ حاجبُ يرجو نصرَ سابقة ٍ | لها على النَّصرِ ترديدُ وتكريرُ |
وبالملَّعى غنتمْ طيِّباً فغدا | يومٌ لهُ غضبٌ فيهمْ وتدميرُ |
والحارثُ بن أبي شمرٍ ينوحُ على اب | نِ أختهِ منكمْ والنَّوحُ تقصيرُ |
تلكَ المكارمُ لا إبلٌ معزَّبة ٌ | لها معَ الحولِ تضعيفٌ وتثميرُ |
ولا سروحَ يغصُّ الواديانِ بها | فيها مزكَّى إلى السَّاعي ومعشورُ |
وما طوى الدَّهرُ منْ آثاركمْ فعفا | فإنَّهُ بالحسينييِّنِ منشورُ |
يا خير منْ رحِّلتْ أو أسرجتْ طلباً | لبابهِ العيسُ أو الخيلُ المضاميرُ |
وخيرَ منْ قامرَ العافونِ راحتهُ | فراحَ فرحانَ يزهو وهو مقمورُ |
ومنْ يذمُّ عطاياهُ ويلعنها | إلاَّ الذي هو إسرافٌ وتبذيرُ |
زجرتُ باسمكَ دهري أو تمهَّدَ لي | والدَّهرُ باسمِ الكريمِ الحرِّ مزجورُ |
وقامَ سعدكَ حتى قوَّمتْ يدهُ | قناة َ حظِّي ثقافاً وهو مأطورُ |
سحرتُ جودكَ فاستخرجتُ كامنهُ | إنَّ الكريمَ ببيتِ الشِّعر مسحورُ |
وابتعتني بجزيلِ الرَّفدِ مرتخصاً | حتى ربحتُ وبعض البيعِ تخسيرُ |
أمنتُ في الشِّعرِ توحيداً بمعجزِ آ | ياتي وفي الشِّعرِ إيمانٌ وتكفيرُ |
ولمْ تكنْ كرجالٍ سمعُ عرضهمُ | مصغٍ لمدحي وسمعُ الجودِ موقورُ |
لهمْ منْ العربِ العرباءِ ما اقترحوا | إلاَّ النَّدى فهو تعليلٌ وتعذيرُ |
وسابقاتٌ أناختْ في فنائكمُ | ثمَّ انثنتْ وهي بالنِّعمى مواقيرُ |
لكنَّ محروبة ً منهنَّ واحدة ً | سهوتَ عنها وبعضُ السَّهوِ مغفورُ |
تقدَّمتْ وهي مذحولٍ مؤخَّرة ٌ | وربما كانَ في التّأخيرِ توفيرُ |
وهلْ يحلُّ بلا مهرٍ وقدْ نكحتْ | بضعُ الكريمة ِ والمنكوحُ ممهورُ |
فاجمعْ لها ولهذي نصفُ حظِّهما | منَ النَّدى باتَ شفعاً وهو موتورُ |
فالواهبُ العدلُ منْ كرَّتْ نوافلهُ | ودائمُ المدحِ ترديدٌ وتكريرُ |
أكسُ وحرمتنا عندي جمالها | فالجودُ بالمالِ ما لمْ تكسُ مبتورُ |
وارددْ رسولي يغاظُ الحاسدونَ بهِ | ضخمَ العيابِ عليهِ البشرُ والنُّورُ |
فما رمتكَ الأماني الواسعاتِ بهِ | إلاَّ ومنها عيونٌ نحوهُ حورُ |
ولا سمحتُ لملكٍ قطُّ قبلكَ باق | تضاءِ رفدٍ ولكنْ انتَ منصورُ |
وباقياتٍ على الأحسابِ سائرة ً | تصولُ نحوكَ حتى ينفخُ الصُّورُ |
للشِّعر منْ حولها مذ صرتَ قبلتهُ | طرفٌ بغنجٍ وتهليلٌ وتكبيرُ |
كأنّها يومَ تسليمِ الكلامِ بها | حقٌّ وكلٌّ كلامٍ بعدها زورُ |
يغدو بها الشَّادنُ الشَّادي بمدحكمْ | كأنَّ أبياتها كأسٌ وطنبورُ |
ما ضرَّها وأبوها منْ فصاحتهِ | نزارُ أنَّ أبي في البيتِ سابورُ |
فاسمعْ لها وتمتَّعْ ما اقترحتَ بها | تبقى ويفنى منَ المالِ القناطيرُ |
مقيمة ٌ بينَ نادي ربِّها ولها | بالعرضِ ما انطلقتْ جدٌّ وتشميرُ |
سكتُّ حيناً ومنْ عذرٍ نطقتُ بها | إنَّ السُّكوتَ على الأجوادِ تذكيرُ |