فوائد متنوعة من مصنفات العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد (2)
مدة
قراءة المادة :
10 دقائق
.
فوائد متنوعة من مصنفات العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد (2)الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:
فالعلامة بكر بن عبدالله أبو زيد، رحمه الله، له مصنفات كثيرة، فيها فوائد عديدة، وقد يسر الله الكريم لي فقرأت أكثرها، واخترت بعضًا مما ذكره الشيخ، أسأل الله أن ينفع بها.
كتاب: التحول المذهبي
خطورة مناكحة أهل البدع والمذاهب الضالة:
عمران بن حطان بن ظبيان السدوسي، السنّي ثم الخارجي المتوفى سنة 184ه، قال في التهذيب (8/127 - 128): "صار في آخر أمره أن رأى رأي الخوارج، وكان سبب ذلك فيما بلغنا أن ابنة عمة رأت رأي الخوارج فتزوجها ليردها عن ذلك فصرفته إلى مذهبها".
وبهذا تعلم ما في مخالطة ومناكحة أهل البدع والمذاهب الضالة من خدش للاعتقاد، وما قلب العراق من أكثرية سنية، إلى أقلية سنية أكثرية شيعية إلا مصاهرة أهل السنة للشيعة، كما في: " الخطوط العريضة " لمحب الدين الخطيب.
[ص:90 - 91].
كتاب: تسمية المولود
العناية بتسمية المولود:
ومن أبرز سماته: أن لا يكون في الاسم تشبه بأعداء الله، ذلك النوع من الاسم الذي تسابق إليه بعض أهل ملتنا، نتيجة اتصال المشارق بالمغارب، أو عرض إعلامي فاسد على حين غفلة من أناس، وجهل من آخرين، وخفض جناح وتراخ في القبض على فاضل الأخلاق.
ألا إنه ليرثى لحالهم، إذ كيف تراه متسلسلًا من أصلاب إسلامية كالسبيكة الذهبية، ثم تموج به الأهواء فيصبغ مولوده بهوية أجنبية، مسميًا له بأسماء غضب الله عليهم من اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم من أمم الكفر؟!
فعلى المسلمين بعامة، وعلى أهل هذه الجزيرة العربية بخاصة العناية في تسمية مواليدهم بما لا ينابذ الشريعة بوجه، ولا يخرج عن سنن لغة العرب...
الأسماء المرفوضة لغة وشرعًا:
أما تلك الأسماء الأعجمية المولدة لأمم الكفر المرفوضة لغة وشرعًا، والتي قد بلغ الحال من شدة الشغف بها: التكني بأسماء الإناث منها، وهذه معصية المجاهرة، مضافة إلى معصية التسمية بها، فاللهم لا شماتة.
ومنها: آنديرا، جاكلين، جولي، ديانا، سوزان - ومعناها: الإبرة أو المحرقة - فالي، فكتوريا، كلوريا، لارا، لندا، ليسندا، مايا، منوليا، هايدي، يارا.
وتلك الأسماء الأعجمية - فارسية أو تركية أو بربرية -: مرفت، جودت، حقي، فوزي، شيريهان، شيرين، نيفين...
تلك التفاهة الهمل: زوزو، فيفي، ميمي..
وتلك الأسماء الغرامية الرخوة المتخاذلة: أحلام، أريج، تغريد، غادة، فاتن، ناهد، هيام، وهو بضم الهاء: ما يشبه الجنون من العشق أو داء يصيب الإبل، وبفتحها: الرمل المنهار الذي لا يتماسك.
وهكذا في سلسلة يطول ذكرها.
المولود يعرف دينه من اسمه:
وإذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه، فإن المولود يعرف دينه من اسمه، فكيف نميز أبناء المسلمين وفينا من يسميهم بأسماء الكافرين؟! فعجيب - والله - ممن يحجب عن مولوده شعاره فيلج هذه المضايق، ليختار اسمًا منابذًا للشرع، شططًا عن لسان العرب، متغلغلًا في قتام العجمة المولدة، فكأنما ضاقت عليه لغة العرب فلم يجد فيها ما يتسع لاسم مولوده.
التسمية حق للأب:
لا خلاف في أن الأب أحق بتسمية المولود وليس للأم حق منازعته، فإذا تنازعا فهي للأب؛ وبناءً على ذلك فعلى الوالدة عدم المشادة والمنازعة، وفي التشاور بين الوالدين ميدان فسيح للتراضي والألفة وتوثيق حبال الصلة بينهم.
حسن الاختيار:
يجب على الأب اختيار الاسم الحسن في اللفظ والمعنى في قالب النظر الشرعي واللسان العربي، فيكون: حسنًا، عذبًا في اللسان، مقبولًا للأسماع، يحمل معنى شريفًا كريمًا، ووصفًا سابقًا خاليًا مما دلت الشريعة على تحريمه أو كراهته، مثل: لوثة العجمة، وشوائب التشبه، والمعاني الرخوة.
ومعنى هذا أن لا تختار اسمًا إلا وقد قلبت النظر في سلامة لفظه، ومعناه، على علم ووعي وإدراك، وإن استشرت بصيرًا في سلامته مما يحذر، فهو أسلم وأحكم.
كتاب: ابن القيم الجوزية حياته آثاره موارده
مؤلفات كثيرة الحركة قليلة البركة:
كثير من مؤلفات المعاصرين...
كثيرة الحركة قليلة البركة، إذ يجد القارئ للكتاب اسمًا جذَّابًا فيأخذ الكتاب بلهف وشدة، ولكن ما يلبث إذا أخذ في قراءة الكتاب أن ينتهي في معالجة القضية إلى: لا شيء، أو إلى نتيجة هزيلة لا تناسي ضخامة الكتاب وكبر حجمه.
[ص: 98].
رأي ابن القيم في أبدية النار وفنائها:
ينبغي لطالب العلم التثبت حينما يُعزي القول في مسألة لابن القيم، ثم يبحثه فلا يجده في مظنته، فلعله ذكره استطرادًا في خضم مسألة طويلة الذيل يبعد على الظن وجودها فيه.
وأذكر على سبيل المثال ما يلي:
بحث ابن القيم مسألة أبدية النار وفنائها، في كتابيه: " حادي الأرواح " و" شفاء العليل " وفهم كثير من أهل العلم أن ابن القيم يقول بفناء النار، بينما أن رأيه على العكس من ذلك، فقد صرح في كتابه " الوابل الصيب " أن النار لا تفني، وهي نار الكافرين والمنافقين، وأن التي تفنى نار عصاة الموحدين.
[ص: 108 - 109].
كتاب: التراجم الذاتية
لماذا اخترت مذهب الشيعة:
طبع سنة 1380ه كتاب باسم: " لماذا اخترت مذهب الشيعة " منسوب التأليف إلى: محمد مرعي الأمين الأنطاكي...
وهذا الكتاب منحول على شخص مختلق مكذوب، لا حقيقة له، كل هذا لترويج مذهب الرافضة، فقاتلهم الله ما أكذبهم، وحقًا إنهم بيت الكذب والخديعة.
[ص: 29].
كتاب الأعلام للزركلي:
أصبح كتاب الأعلام للزركلي مرجعًا مهمًا للباحثين، والراغبين في التعرف على التراجم، وهو مع معاناة مؤلفه الدقة والإتقان، يرد عليه أمران:
(1) أن الزركلي لم يترجم لأحد من سلاطين الدولة العثمانية، فهل هي نزعة قومية عربية أم ماذا؟ (2) فيه مجموعة من الأوهام والأغاليط.
[ص: 63 - 64].
طه حسين:
الأديب المصري، المشهور بفجوره، المتوفى سنة 1393ه.
[ص:65].
كتاب: آداب طالب الحديث من الجامع للخطيب
كتاب: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع:
سبق أن ألفتُ كتابًا باسم (حلية طالب العلم) استمدت مادّتهُ من أنوار الكتاب والسنة، وما دونه الجُلّة من أئمة الملة، ومنها: كتب الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى، لا سيما كتابه (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) لما فيه من المبنى الفائق، والإعداد الجامع، إذ كان رحمه الله تعالى يعقد الباب، ويسند فيه ما شاء الله من الأحاديث والآثار، بلغت نحوًا من ألفين.
[ص: 5].
كتاب: التمثيل حقيقته، تاريخه، حكمه
إهداء الزهور للمرضى:
في هذه السنين أخذ تهادي الزهور شكلًا آخر من إهدائه المرضى، وما كاد الكفار يفعلونه إلا وتقوم له الدعاية على قدم وساق، حتى انتشر لدى المسلمين.
وما كنت أظن أن العرب دارًا ونسبًا ولسانًا ستبلغ بهم التبعية الماسخة إلى فعلته، ومن أثقل المظاهر أن ترى المريض في عقله يحمل الزهور - مستقل ومستكثر - إلى المريض في بدنه، وكان العكس أولى؟ فالله أكبر إنها السنن « لتتبعنَّ سَنن من كان قبلكم ».
[ص: 19].
الغاية من التمثيل:
هي باختصار يجمعها (قصد التأثير بإصلاح أو إفساد).
وينبغي التنبيه إلى أن (الفاسد منها) يظهر بقصد:
شغل الفراغ.
الترفيه.
وتصاغ له الأساليب:
ترفيه هادف.
ترفيه بريء..
وهكذا.
[ص: 25].
• التمثيل من أولى خوارم المروة...
ومن المسلمات أن التمثيل لا يحترفه أهل المروءات، ولا من له صفة تذكر في العقل والدين.
[ص: 36].
• التمثيل، لا ينفك عن الكذب، بحال في الفعال، والأقوال...
وعجيب والله أن يتهافت الناس على مشاهدة الكذب وسماعه.
[ص: 39 - 40].
كتاب: فقه النوازل
كتب السلف يعيش على حسابها بعض الخلف:
ما أجمل ما قاله ابن القيم رحمه الله تعالى، في " مدارج السالكين ": كلام المتقدمين قليل كثير البركة، وكلام المتأخرين كثير قليل البركة.
أ.
هـ.
وكم رأينا من كتاب من كتب السلف في صفحات معدودات، ثم ينشره متعالم - ليعيش على حسابه - في مئات الصفحات، لا أثر له فيها بإحسان، إذ لو قيل لكل تعليقة ارجعي إلى مكانك لما بقي له منها شيء، وما بقي لكاتبها إلا غلة يستثمرها، أو غدة يحتسب نشرها.
[ج: 1 / 108 - 109].