طرقتْ على خطر السرى المركوبِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
طرقتْ على خطر السرى المركوبِ | و الليلُ بين شبيبة ٍ ومشيبِ |
و على الرحائل ساجدون دحاهم | سكرانِ سكر هوى وسكر لغوبِ |
دعموا الخدودَ بأذرع مضعوفة ٍ | و تواقعوا لمناكبٍ وجنوب |
و تعللوا طربا إلى أوطانهم | بحنين كلَّ مندب مجلوبِ |
فكأنَّ صحبي نافحتهم قرقفٌ | أوفزَّ بينهمُ عيابُ الطيبِ |
فعجبتُ للزورِ القريبِ دنا به | قدرٌ وليس مزارهُ بقريبِ |
يسري وحيدا بالعراق وأهله | ما بين قنة ِ لعلعٍ و عسيبِ |
و أبي سلامة َ إنما جلبَ الكرى | منها عدوا في ثيابِ حبيبِ |
لو حكمتْ يقظى لما زارت بلا | عدة ٍ ولا وصلتْ بغيرِ رقيب |
يا أخت فهرٍ والمحبة بيننا | نسبٌ وإن ناداكِ غيرُ نسيبِ |
لولاك لم أشمِ الخلابَ ولا صبتْ | نفسي لأحلامِ الكرى المكذوبِ |
و لكان لي مندوحة ٌ بالحزنِ في | أخويك من رشأٍ له وقضيبِ |
ناهضتُ حبك والنحولُ يخونني | و كتمتُ سرك والدموعُ تشي بي |
و حملتُ حتى قيلَ مات إباؤه | و جزعتُ حتى قيلَ غير لبيبِ |
فإذا وذلك ليس عندكِ نافعا | لما مللتِ وقلَّ منك نصيبي |
تتجرمين الذنب تجزيني به | و الشيبُ والإقلالُ كلُّ ذنوبي |
ثنتان لو خيرتُ في كلتيهما | عمر الربا مالي وعمر مشيبي |
و لقد حبستُ عن اللئامِ مطامعي | و أطلتُ في دار الهوان مغيبي |
و عزفتُ والأرزاقُ مطمحُ ناظري | أنفاً من المتننِ الموهوبِ |
ما لي أذلُّ وسيف نصري في فمي | و الصونُ بين مآزري وجيوبي |
و على دون الحاسدين ونبلهم | درعان من فطني ومن تجريبي |
و حماية ُ الأحرارِ تحفظُ جانبي | و الفضلُ يمنع سارحي وعزيبي |
و إذا فزعتُ لجأتُ من أسدٍ إلى | أسدٍ تأشبَ في القنا المخضوبِ |
و نزلتُ في غرفِ العلا متظللا | بالعزّ تحت رواقها المضروبِ |
و علقتُ منها ذمة ً ومودة ً | أن فات حمادٌ بحبلِ شبيبِ |
الماجد ابن الماجدين وربما | تجدُ النجيبَ وليس بابن نجيبِ |
و ابن القرى وابن الصوارم والقنا | و الخيلُ تخلطِ أرجلا بسبيبِ |
و الواهبي ما لا يجاد بمثلهِ | و السالبي ما ليس بالمسلوبِ |
و الراكبين إلى ذوي حاجاتهم | ظهرا من الأخطار غير ركوبِ |
جادوا فقال المالُ سحبُ مواهبٍ | وسطوا فقال الموتُ أسدُ حروبِ |
و تتابعوا في المجد ينتظمونه | و الرمحُ أنبوبٌ على أنبوبِ |
كانوا الأسنة َ في معدًّ كلها | و الناسُ بين معاقدٍ وكعوبِِ |
إن فوخروا شهدت لهم أيامهم | فيها بكلَّ معلمَّ مكتوبِ |
يتوارثون مكارما مضرية ً | إرثَ النبوة ِ في بني يعقوبِ |
درجوا عليها آخذين بحكمها | لم يفسدوا حسناتها بعيوبِ |
و جرى أبو الحملاتِ يطلبُ شأوهم | أكرمْ به من لاحقٍ وطلوبِ |
قالوا الهمامُ فأفرجتْ أبطالهمُ | لك عن طريق الضيغمِ المرهوبِ |
لقبٌ يصدق فيك معناه اسمه | و من الرجالِ مموهُ التقليبِ |
لك يا شبيبُ صباحها ورواحها | عقرُ الكماة ِ بها وعقرُ النيبِ |
و على سلاحك أو سماحك أركزتْ | راياتها بفنائها المطلوبِ |
أصبحتَ غرة َ مجدها فبياضه | مستخرجٌ من لونك الغربيبِ |
و علامة ُ العربيّ دهمة ُ وجهه | و من الوجوه البيض غيرُ حسيب |
و البدرُ أشرفُ طالعٍ في أفقه | و بياضه المرموقُ فوق شحوبِ |
لله بيتك أمنهُ وجفانهُ | و الحق بين مخافة ٍ وجدوبِ |
و مكرماتُ النسلِ تهونِ في القرى | بالمصطفى منها وبالمجنوبِ |
و إذا الوقودُ خبا جعلتَ لحومها | حطباً لنارِ الطارق المجلوبِ |
من كلَّ مشرفة ٍ تحدث هامة ً | و رديفة ٍ عن صخرة ٍ و عسيبِ |
الكور في وضح الصباحِ لظهرها | و السيفُ في الظلماءِ للعرقوبِ |
حدثتُ والخبرُ الجليُّ مصدقٌ | عن سيبك المتدفقِ المسكوبِ |
و شمائلٍ لك في الندى مطبوعة ٍ | كالتبر ليس صفاؤه بمشوبِ |
و بما عرفتَ فضائلي ووصفتها | و رغبتَ في ودي وفي تقريبي |
فاستاق منك غريبَ أشعاري إلى | متوحدٍ في المكرماتِ غريبِ |
فبعثتها لك فاتحا ما بيننا | بابَ الوصال ونهزة َ الترغيبِ |
من كلَّ سارية ٍ بذكرك صيتها | في الأرض بين نوافدٍ وسهوبِ |
تزدادُ صبرا في الزمان وقوة ً | أبدا على الإدلاج والتأويبِ |
و هي التي شجتِ الملوكَ وخودعوا | منها عن المنفوس والمرغوب |
فاستقربوها مغرمينَ بها وما | تزدادُ غير تمنعٍ ونكوبِ |
و تفردتْ في ذا الزمانِ بمعجزٍ | لم تؤتَ من ردًّ ومن تكذيبِ |
فاعرف لها حقَّ الزياره بغتة ً | و تلقها بالأهلِ والترحيبِ |
و أكرمْ عليها تجتلبْ أخواتها | إن الصلاة َ تتمُّ بالتعقيبِ |
طلبتك تأملُ أن تنالَ بك الغنى | فلئن وفيتَ لها فغيرُ عجيبِ |