الآن إذ بردَ السلوُّ ظمائي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
الآن إذ بردَ السلوُّ ظمائي | و أصابَ بعدكم الأساة ُ دوائي |
كانت عزيمة حازمٍ أضللتها | في قربكم فأصبتها في النائي |
آليتُ لا رقبَ الكواكبَ ناظري | شوقا ولا مسحَ الدموعَ ردائي |
أمسٌ من الأهواءِ عفى رسمه | بيد النهى يومٌ من الآراءِ |
و قذاءُ قلبي أن يحنّ لناظرٍ | يومَ الرحيل تفرق الخلطاءِ |
دعهم ومنْ حملته حمرُ جمالهم | للبين من حمراءَ في بيضاءَ |
مستمطرين ولم تجدهم أدمعي | و مؤججين وما لهم أحشائي |
كانوا النواظرَ عزة ً لكنهم | غدروا فلم تطبق على الأقذاءِ |
و لقد يغادرني وحيداً مخفقاً | خبثُ المعاش وقلة ُ النجباءِ |
أظمى ورييَّ في السؤال فلا يفي | حرُّ المذلة ِ لي ببرد الماءِ |
قالوا سخطتَ على الأنام وإنما | سخطى لجهلهم بوجه رضائي |
صورٌ تصرفُ أنفسُ الأمواتِ في | أجسامها بجوارح الأحياءِ |
ألقي إلى الصماء بثى َ منهمُ | و أعير شمسى َ ناظرَ العشواءِ |
بأبي غريبٌ بينهم في داره | متوحدٌ بتعدد النظراءِ |
يفديك مستامون لا عن قيمة ٍ | مسمون والمعنى سوى الأسماءِ |
يتطاولون ليبلغوك ولم يكن | ليضمهم وعلاك خطُّ سواءِ |
و إذا جريتَ على الرهان وبهمهم | لاقَ الخلوقُ بجبهة الغراءِ |
و الشامة ُ البيضاءُ تنعت نفسها | بوضوحها في الجلدة السوداءِ |
عجزتْ قرائحهم وأغدرُ غادرٍ | يومَ الخصام الفاءُ بالفأفاءِ |
لبيك عدة َ ما أتاني غافلا | عنك الرواة ُ بطيب الأنباءِ |
و غلوتَ في وصفي فقلتُ سجية ٌ | ما زلتُ أعرفها من الكرماءِ |
عميَ الورى عن وجهها فرأيتهُ | و هو البعيد بناظريْ زرقاءِ |
قد كنتُ أظهرها وتخفى بينهم | ما للغنى أثرٌ على البخلاءِ |
لا ارتعتُ إذ أعطيتُ منك مودة ً | ماذا أسرّ الناسُ من بغضائي |
و صداقتي للفاضلين شهادة ٌ | بالنقص ثابتة ٌ على أعدائي |
نسبٌ مزجنا لا تميز بيننا | فيه امتزاجَ الماءِ بالصهباءِ |
و مودة الأبناء أحسنُ ما ترى | موروثة ً عن نسبة الآباءِ |