أرشيف المقالات

زيارة القبور، ونعيمها وعذابها (س/ج)

مدة قراءة المادة : 7 دقائق .
زيارة القبور، ونعيمها وعذابها (س/ج)

 
س 1 - كيف نزور القبور؟ ولماذا نزورها؟
ج 1 - زيارة القبور مستحبة في كل وقت، ولها فوائد وآداب:
(1) فيها ذكرى وموعظة ليعلم الأحياء أنهم سيموتون فيستعدون للعمل.
 
قال صلى الله عليه وسلم: ((كنتُ نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها))؛ [رواه مسلم].
 
وفي رواية: "فإنها تذكركم بالآخرة))؛ [صحيح: رواه أحمد].
 
(2) أن ندعوا للأموات بالمغفرة، لا أن ندعوهم من دون الله أو نطلب منهم الدعاء فقد علم للرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يقولوا عند دخول المقابر: "السلام عليكم أهل الديار مبن المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لَلاحقون.
أسأل الله لنا ولكم العافية" (العافية من العذاب).
[رواه مسلم].
 
(3) عدم الجلوس على القبور، وعدم الصلاة إليها.
قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تصَلوا إلى القبور، ولا تجلسوا عليها))؛ [رواه مسلم].
 
(4) عدم قراءة شيء من القرآن ولو الفاتحة: قال صلى الله عليه وسلم:
"لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه البقرة"[رواه مسلم].
 
والحديث يشير إلى أن المقابر ليست محلًا للقرآن بعكس البيوت، ولم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته أنهم قرؤوا القرآن للأموات، بل دَعَوْا للأموات: كان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: "استغفروا لأخيكم وسَلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل))؛ [صحيح: رواه الحاكم].
 
(5) عدم وضع الزهور على القبر، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته لم يفعلوه، وفيه تشبه بالنصارى، ولو أعطينا ثمن الزهور للفقراء لاستفاد الميت والفقراء.
 
(6) عدم طلائها بالجص والدهان وعدم البناء عليها، ففي الحديث: "نهى صلى الله عليه وسلم أن يُجصصَ القبر، وأن يُبنى عليه))؛ [رواه مسلم].
 
س 2 - ما دليل نعيم القبر وعذابه؟
ج 2 - قال الله تعالى: ﴿ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 45، 46].
 
وقال الله تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ [إبراهيم: 27].
 
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن أحدكم إذا مات عرِض عليه مقعدُه بالغداة والغشي إنْ كان مِن أهل الجنة فمِن اهل الجنة، وإنْ كان مِن أهل النار فمِن أهلِ النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة))؛ [متفق عليه].
 
س 3 - ما هي الأسئلة التي توجه للإنسان في قبره؟
ج 3 - لقد ورد في الحديث أن المؤمن يأتيه ملكان فيُجلِسانه فيقولان له:
(1) مَن ربك؟ فيقول: ربي الله.
(2) ما دينك: فيقول: ديني الإسلام.
(3) ما هذا الرجل الذي بُعث فيكم؟ فيقول هو رسول الله.
(4) وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدَّقت.
 
فينادي مُنادٍ من السماء أنْ صدق عبدى فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة، فيأتيه مِن روحها وطيبها، ويُفسح له في قبره مَدّ بصره.
وأما الكافر فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له:
1- مَن ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري!
2- ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري!
3- ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؛ فيقول: هاه هاه، لا أدري!
(هاه: كلمة تُقَال للضحك: وهنا بمعنى التوجع)
 
فينادي مناد من السماء: أن كذب عبدى، فأفرشوه من النار، وافتحوا له بابًا إلى النار، فيأتيه مِن حرِّها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه.
[رواه أحمد وأبو داود وغيره، وصححه الألباني.
انظر صحيح الجامع رقم 1672]
.
 
س 4 - ما هي غاية المؤمن، وغاية الكافر؟
ج 4 - غاية المؤمن في الحياة إرضاء خالقه ومعبوده والتقرب إليه؛ ووسيلته هي الأعمال الصالحة، وهي الطاعة لأوامر الله.
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) ﴾ [المائدة: 35]..
(قال قتادة: تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه) [انظر ابن كثير جـ 2/ 52].
 
وأما الكافر فيعيش لإرضاء ملذاته القريبة، غافلًا عن النهاية التي تنتظره في آخر الطريق، فهو كالبهيمة، قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾ [محمد: 12].
 
س 5 - هل يجوز شد الرحال إلى القبور؟
ج 5- لا يجوز شد الرحال إلى القبور، ولا سيما للتبرك بها أو لطلب الدعاء منها، ولو كان القبر لرسول هو لولي.
قال الله تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7].
 
وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تُشَدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجدِ الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى))؛ [متفق عليه].
 
وعملًا بهذا الحديث فإن الذهاب إلى المدينة يكون بنية زيارة المسجد النبوي لا زيارة القبر، لأن الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل من غيره بألف صلاة، وعند دخول المسجد تسَلم على الرسول صلى الله عليه وسلم.

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢