دواعي الهوى لك أن لا تجيبا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
دواعي الهوى لك أن لا تجيبا | هجرنا تقى ً ما وصلنا ذنوبا |
قفونا غرورك حتى انجلتْ | أمورٌ أرينَ العيونَ العيوبا |
نصبنا لها أو بلغنا بها | نهى ً لم تدعْ لك فينا نصيبا |
و هبنا الزمانَ لها مقبلا | و غصنَ الشبيبة غضا قشيبا |
فقل لمختوفنا أن يحول | صباً هرماً وشبابٌ مشيبا |
وددنا لعفتنا أننا | ولدنا إذا كرهَ الشيبُ شيبا |
و بلغ أخا صحبتي عن أخيك | عشيرته نائيا أو قريبا |
تبدلتُ من ناركم ربها | و خبثِ مواقدها الخلدَ طيبا |
حبستُ عنانيَ مستبصرا | بأية ِ يستبقون الذنوبا |
نصحتكمُ لو وجدتُ المصيخَ | و ناديتكم لو دعوتُ المجيبا |
أفيئوا فقد وعد الله في | ضلالة ِ مثلكمُ أن يتوبا |
و إلا هلموا أباهيكمُ | فمن قامَ والفخرَ قام المصيبا |
أمثل محمدٍ المصطفى | إذا الحكم وليتموه لبيبا |
بعدلٍ مكانَ يكون القسيمَ | و فصلٍ مكانَ يكون الخطيبا |
و ثبتٍ إذا الأصلُ خان الفروعَ | و فضلٍ إذا النقصُ عاب الحسيبا |
و صدقٍ بإقرار أعدائه | إذا نافق الأولياءُ الكذوبا |
أبان لنا اللهُ نهجَ السبيلِ | ببعثته وأرانا الغيوبا |
لئن كنتُ منكم فإنّ الهجي | ن يخرجُ في الفلتاتِ النجيبا |
ألكني إلى ملكٍ بالجبا | ل يدفعُ دفعَ الجبالِ الخطوبا |
فتى ً يطرقُ المدحُ من بابه | قرى كافيا وجناباً رحيبا |
قوافيَّ تلك وردنَ النمي | رَ من جوده ورعينَ الخصيبا |
عواريَ تكسى َ ابتساماتهِ | و في القول ما يستحقُّ القطوبا |
و من آل ضبة َ غصنٌ يهزُّ | جنياً ويغمزُ عوداً صليبا |
و كانوا إذا فتنة ٌ أظلمتْ | و أعوزهم منْ يجلى َّ الكروبا |
تداعوه يا أوحداً كافياً | لنا مستخصاً الينا حبيبا |
فكان لنا قمراً ما دجتْ | و ماءً إذا هي شبتْ لهيبا |
أرى ملكَ آلِ بويهْ ارتدى | عواراً بأن راح منه سليبا |
فإن يمس موضعهُ خاليا | فما تعرفُ الشمسُ حتى تغيبا |
لك الخير مولى ً رميتُ المنى | رشاءً إليه فروى قليبا |
لحظى في حبس سيري الي | ك رأى ٌ سأنظرهُ أن يؤوبا |
إذا قلت ذا العامُ شافٍ بدت | قوارفُ منع تجدُّ الندوبا |
و لي عزمة ٌ في ضمانِ القبولِ | ستدركُ إن ساعدتني هبوبا |
و إلا فتحملُ شكرا اليك | يشوقُ الخلى َّ ويغرى الطروبا |
و عذراءَ تذكر نعماك بي | و إن كنتُ لستُ بها مستريبا |
ستنكرُ فجأة َ عنوانها | إذا هو أعطاك وسماً غريبا |
فوفَّ فقد جعلَ الدينُ ما | تنفلتَ في الجودِ فرضا وجوبا |
و قد كنتُ عبداً قصيا وجدتَ | فكيف وقد صرتُ خلاًّ نسيبا |