أَجَلْهُوَ الفَتْحُ لا فَتْحٌ يُشاكِلُه
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَجَلْهُوَ الفَتْحُ لا فَتْحٌ يُشاكِلُه | أفادَ عاجِلُه عِزّاً وآجِلُه |
تَفَتَّحَتْ فيه أبوابُ السَّماءِ على | أَغَرَّ مِفتاحُ بابِ البِشرِ نائلُه |
أشاحَ للحَرْبِ لا كُتْبٌو لا رُسُلُ | إلا الوَشيجَ الذي تَدْمى عَوامِلُه |
و أَضحَكَ الثَّغْرَ إلاّ أنَّ مَبسِمَه | إذا تَبَسَّمَ مَسْروراًمَناصِلُه |
غَزْوٌ إذا العامُ أبقَى منه باقية ً | أتاه يُزْجي لحَتْفِ الثَّغْرِ قَابِلُه |
بكاهلِ المَلْكِ سيفِ الدَّوْلَة ِ اطَّأَدَتْ | قَواعِدُ الدِّينِو اشتدَّتْ كَواهِلُه |
من الرِّماحِو إن طالَتْ مَخاصِرُه | كما الدُّروعُو إن أَوْهَتْ غَلائِلُه |
مُظَفَّرُ الغَزوِ لم تُحْرَمْ صَوارِمُه | ما أمَّلَتْهو لم تُخْفِقْ عَواسِلُه |
أمضَى منَ القَدَرِ المَحتومِ صارِمُه | إلى النُّفوسِو أمضى منه حامِلُه |
مُجَرِّدُ العَزْمِ في طاغٍ يُقارِعُه | عن حُرْمَة ِ الدِّينِأو باغٍ يُناضِلُه |
حُصُونُ خَرْشَنَة َ العُليا فَرائِضُه | إذا غَزاو ضَواحيها نَوافِلُه |
فليسَ يَنفَكُّ من عَيْشٍ يُقاطِعُه | في طاعَة ِ اللّهِأو سَيْرٍ يُواصِلُه |
زارَ البحيرة َ بَحْرٌ من كَتائبِه | تُخْفي سواحِلَها القُصْوى سَواحِلُه |
كالسَّيلِ تَحفِزُ أُولاهُ أَواخِرهُ | حتى أسالَ دُروبَ الرُّومِ سَائِلُه |
تَضَايَقُ الأَرْضُ ما سارَتْ جَحافِلُه | و تَمْرَضُ الشَّمْسُ ما ثارَتْ قَساطِلُه |
ظَلَّتْ أَواخِرُه يَنْهَضْنَ من حَلَبٍ | و قد أطافَتْ بشِمْشاطٍ أوائِلُه |
تَحِنُّ فيه الكُماة ُ المُعْلِمونَ إلى | وِرْدِ الحُتوفِإذا حَنَّتْ صَواهِلُه |
إذا رمى بلداً منه بجَائِحَة ٍ | خَرَّتْ أعاليهو ارتَجَّتْ أسافِلُه |
حتى تؤدّي الحُصونُ الشُّمُّ ساكٍنَها | خَوْفاًو تُسلِمَ مَنْ فيها مَعاقِلُه |
أَعداءَهإنْ تَفوتوا اليومَ عُدَّتَه | تَغُلُّكُم في الغَدِ الأَدْنَى غَوائِلُه |
لا يُوسِعُ الأَسَدَ الضِّرغامَ خَطرَتُه | مَخايِلُ الأُسْدِ قد تَبَّتْ حَبائِلُه |
عُودُوا بهو استقيلوه الحقيقة َ مِنْ | ضَرْبٍ يَقُدُّ مُتونَ البِيضِ باطِلُه |
فكَمْ خَليجِ دَمٍ أجرَتْ أَسِنَّتُه ؛ | و كم خَليجِ نَدٍ أجرَتْ أَنامِلُه |
مَنْ ذا يُساجِلُه منكإذا انبَعَثَتْ | سِحالُ كَفَّيْهِ أَمْ مَنْ ذا يُطاوِلُه |
كَمْ وَقْفَة ٍ لكَ في أدنى ديارِهِمُ | أخَذْتَ بالسَّيفِ منها ما تُحاوِلُه |
غَضِبْتَ للدِّينِ حتّى عادَ كَوكَبُه | طَلْقاً يُضيُء على الآفاقِ آفِلُه |
بكُلِّ يومٍإذا استُلَّتْ صَوارمُه | عادَتْ ضُحاهُو قد جاءَتْ أصائِلُه |
ترَكْتَ فَجَّ العِدالمَّا نَزَلْتَ بهِ | وَحْشاً مَغانيِهمَهجوراً مَنازِلُه |
مُسوَدَّة ًمن لَظى ً حامٍمَلاعِبُه | مُحمَرَّة ًمن دَمٍ جارٍجَداولُه |
تَحِنُّ شَوْقاً إلى الأسْرى أرامِلُه | إذا بَكَيْنَعلى القَتْلى ثَواكِلُه |
قَسَمْتَ فَيْئَهُمُ في فَيْءِ دارِهِمُ | حُوّاً عَواتِقُهحُوراً عَقائِلُه |
وَحْشاً من السَّبي آنَسْتَ الكُماة َ به | سِيَّانِ في الحُسْنِ حاليهِ وعاطِلُه |
فكَمْ شُجاعٍ شَرَى للّهِ مُهْجَتَه | فأكرَهَ الرُّمْحَ حتَّى احمرَّ عامِلُه |
غَدا يُنازِلُ لَيْثاًأو يُقارِعُه | و راحَ يَحْوي غَزالاًأو يُغازِلُه |
بَذَلْتَ ما جادَتِ البِيضُ الرِّقاقُ به | فأنتَ سالِبُهقَسْراًو باذِلُه |
أما القريضُفقد عادَتْ هَوامِلُه | مَرعِيَّة ًو جرَتْ سَكْباً هَوامِلَه |
رأَى عَليَّ بنَ عبدِ اللّهِ قِبْلَتَهُ | فراحَ يَهْوي إليهأو يُقابِلُه |
كالحَلْيِ صادَفَ جِيداً شَكْلَ جَوْهَرِهِ | فصَدَّ عن كلِّ جِيدٍ لا يُشاكِلُه |