عافَ الوقوفَ على المحلِّ العافي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عافَ الوقوفَ على المحلِّ العافي | و أقامَ إلفَ مَوَدَّة ِ الأُلاَّفِ |
صَبٌّ يُواصِلُللصَّبابَة ِقاطعاً | و يُلِمُّ من ألمِ الغَرامِ بِحَاف |
ظَامٍ إلى الوَجَناتِ يُورِدُهُ الرَّدَى | وَرْدٌ بها يُجنى بغيرِ قِطافِ |
و يَزيدُهُ ضُعْفُ الخُصورِإذا انثَنَتْ | للوَجْدِأَضعافاً على أضعافِ |
أيامَ يَعْطِفُهعلى لَذَّاتِه | خَنِثُ الشَّمائلِ مائسُ الأعْطافِ |
و الشَّرْبُ قد صبّوا الصَّباحَ على الدُّجى | ما بينَ ضَوْءِ سوالفٍ وسُلافِ |
و البدرُ يَظهرُ في السَّحابِكأنَّه | عَذراءُ تنظُرُ من وَراءِ سِجافِ |
و الرّاحُ قد حملَتْ لها ريحُ الصَّبا | نَفَحاتِ مِسْكٍ بالعَبيرِ مُدافِ |
و تناهَبَتْ كاساتُها ظُلَمَ الدُّجى | نَهْبَ العُفاة ِ نَدى أبي العَطَّافِ |
حَكَمٌ على الأيَّامِ يحكُمُ في العِدا | و المالِ حُكمَ مُجانِبِ الإنصافِ |
فَمحلُّه خَضِرُ الجَنابِ من النَّدى | عَذْبُ المَوارِدِ آمِنُ الأكنافِ |
حالي الثَّرى يجري النَّسيمُإذا جرَى | صُبْحاًبأنفاسٍ عليه ضِعافِ |
قطعَ الوفودُ به المسيرَو طالَما | وَصَلوا الذَّميلَ إليه بالإيجافِ |
عرَفوا الأميرَ مُواصِلاً معروفَه | بخلائِقٍ مِسكِيَّة ِ الأعرافِ |
و كَسَوه من بِدَعِ القريضِ مدائحاً | موشيّة ً كبدائعِ الأفوافِ |
أعطى فقَصَّرَ في العَطاءِ بحاتمٍ | وسَطا فأخمَلَ سطوة َ الجحَّافِ |
في مَعْرَكٍ طافَ الرَّدى بِكُماتِه | عندَ اختلافِ الطَّعْنِ أيَّ طَوافِ |
فإذا السَّنابِكُ أنشأَتْ ليلاً به | ثَقَبَ الصَّباحَ له سَنا الأسيافِ |
من أسرة ٍ أَسَرَتْ لها صِيدَ العُلى | وَقَفافا أَصْيَدَ في الرَّدى وَقَّافِ |
جعلُوا السُّيوفَ لكلِّ خَطْبٍ مَعْقِلاً؛ | إنَّ السُّيوفَ معاقلُ الأَشراف |
و كَساهُمُ صَفوُ النَّجاة ِ خَلائِقاً | أصفى من الماءِ الزُّلالِ الصَّافي |
فلهُم عَزائِمُ ما امتضَيْنَ صَوارِماً | إلا جَلَيْنَ بها دُجَى الأَسيافِ |
و مَحلُّ عِزٍّ شاملٍ ما احتلَّه | باغٍ كَساه البغيُ ثَوبَ خِلافِ |
إلاّ رأى الرّاياتِ تَخفُقُ حولَه | و رأى الوَشيجَ مُخَضَّبَ الأَطرافِ |