تَحِيَّة ُ الغيثِ مَنْهَلاًّ سحائبُه
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تَحِيَّة ُ الغيثِ مَنْهَلاًّ سحائبُه | على العقيقِ وإنْ أقوَتْ مَلاعِبُه |
لا بل على الحيِّ منشوداً هوادِجُه | على الشُّموسِ ومذموماً رَكائِبُه |
حتى تَرُدَّ عليه آية ً سلَكَتْ | ظِباؤُها الغيدُأوحلَّتْ ربائبُه |
ففي الظعائنِ مجنوبٌ لغانية ٍ | تَغْنَى بوصلِ سواهأوتُجانبُه |
وفي الديارِ سميعٌ ليس تُسمعُه | إجابة ً وخطيبٌ لا تُخاطبُه |
حتى تبَدِّلَ للعُشَّاقِ زورَتَه | طَيفٌ يَصُدُّ عن العُشَّاقِ صاحبُه |
سرى إلى البدرِ يُخفي البدرَ منتقباً | والبدرُ يأنَفُ أن تُخفي مناقبُه |
إذا بدا الصبحُ من إشراقِ طلعتِه | أبدَتْ لكَ الليلَ مُسودّاً ذوائبُه |
والحُسنُ ضِدَّانِ لا أدري إذا اجتمعا | أَنوارُه فتَنَتْني أَم غَياهبُه |
حُلِيُّه وثناياه وعَنبرُه | كلٌّ ينُمُّ عليه أو يراقبُه |
فلستُ أدريإذا ما سار في أُفُقٍ | شَمائلُ الأفقِ أذكى أَم جَنائبُه |
أما القريضُفما تَحظَى محاسنُه | عندَ الملوكِ كما تَحظى معائبُه |
وربما ظَلَمَ الدينارَ ناقدُه | وقد كَساه ضروبَ الحُسنِ ضاربُه |
كأنني بنجيبِ الشِّعرِ قد رحلَتْ | عنهم إلى الشَّرفِ الأعلى نجائبُه |
ولو تشاءَم لانقَضَّت صواعقُه | على العِراقِ كما ارفضَّت سَحائبُه |
قل للذي قلَّدتْني كفُّه رسَني | وكنتُ أَدْنُوإليهوهوجاذبُه |
لك الأمانُ إذا انسابت أراقِمُه | من المكامِنِ أو دبَّتْ عقاربُه |
ليسَ الصديقُ الذي أعطاك شاهدُه | شَهْدَ الودادِ وخان الغيبَ غائبُه |
كم مَنطِقٍ كسحيقِ المِسكِ ظاهرُه | لم يُقْضَ عندَ أبي إسحاقَ واجبُه |
كانت مدائحُنا غرّاً محجَّلة ً | تُثني عليهفقد أضحَتْ تُعاتِبُه |
وما أقولُ لِمَن طابَتْ عناصرُه | في رُتبة ِ المجدِوابيضَّتْ مَناسبُه |
أغرُّ زانَ مديحي فضلُ سُؤدُدِه | كلؤلؤ العِقْدِ زانَتْه ترائبُه |
وصادقُ الوُدِّ لا ترتدُّ خُلَّتُه | على الصَّديقِولا يَزْوَرُّ جانبُه |
لا أستريحُ إلى زُورٍ ولا كَذِبٍ | يُهدَى إليهوشرُّ القولِ كاذبُه |
وليسَ للذَّمِّ فيه مَذْهَبٌ فَيُرى | أَنَّى ومِن ذهَبٍ صيغَتْ مَذاهبُه |
نَبا عليَّفما أدري لنَبوتِه | أنيابُ دهري أَمضى أَم نوائبُه |
هُو الحُسامُ لقومٍ ماءُ صَفحتِه | بشاشة ٌولأقوامٍ مضاربُه |
والغيثُ إن برقتْ نحوي مخائِلُه | راحت تَصوبُ على غيري صوائبُه |
هذا وما صَدِئَت قِدْماً مسامعُه | بما نظمْتُولا ضاعَت مواهبُه |
ولي من الأدبِ المحمودِ أثمرُه | يُنمى إليه وأعرافٌ تناسِبُه |
ورَغبة ٌ كلما جاءَت معرِّضة ً | بجاهِه أعرضَت عنها رغائبُه |
وكم ضربتُ بماضٍ منه ذي شُطَبٍ | عَضْبٍ مضَارِبُه حلوضَرائبُه |
وردْتُ في طَيِّبِ الأنفاسِ ذي ثَمرٍ | قريبة ٍ من يد الجاني أطايبُه |
عَاقَبْتَني بجفاءٍ لا أَقومُ به | فهَل عقابُك محمودٌ عواقبُه |
وعادَ رأيُك لي سُوداً مشارِقُه | وكنتُ أعهَدُه بيضاً مغاربُه |
الشِّعرُ وَشْيُ بُرودٍ أنتَ سَاحِبُه | فَهْماًودُرُّ عقودٍ أنتَ ثاقبُه |
فلِمْ مَنعْتَ على الإحسانِ مُحسِنَه | ما نالَ من جاهِكَ المبذولِ خاطبُه |
وزاهرُ الحمدِ إن أَنْصَفْتَهُ زَهَرٌ | يَطيبُ رَيَّاهُإن طابَتْ مشاربُه |
أكان في العَدلِ أن تَظما حدائِقُه | بسَاحَتْيكَ وأن تُروى سباسبُه |
لقد نثرتُ على قَومٍ حصَى كَلِمٍ | لوشِئتَ لآنْتَثَرَتْ فيكم كواكبُه |
لولاك ما ارتُدِيَتْ أطمارُهوغدَت | تُرَدُّوهي أنيقاتٌ سبايِبُه |
لأصبِرَنَّ على إخلالِ عُرفِكَ بي | حتى يثوبَ إلى المعهودِ ثائبُه |
عسى العتابُ يَرُدُّ العتْبَ منك رضاً | وربما أدركَ المطلوبَ طالبُه |