على غَيرِ عَتْبٍ ما طَوَيْتُ عِتابَها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
على غَيرِ عَتْبٍ ما طَوَيْتُ عِتابَها | و آثرْتُ من بعدِ الوِصالِ احتسابَها |
وقَفْنا فظلَّ الشَّوقُ يَسألُ دارَها | و تُجعَلُ أسرابُ الدموعِ جوابَها |
فلا بَرِحَتْ ريحُ الجَنوبِ حَفِيَّة ً | تَخُصُّ بألطافِ السحابِ جِنَابَها |
لوامعُ بَرْقٍ لا تَمَسُّ أراكَها | و أنفاسُ ريحٍ لا تروعُ تُرابَها |
و مَجدولَة ٍ جَدْلَ العِنانِ منحتُها | عِناني فأضحَتْ رِحلة ُ الهجرِ دابَها |
إذا برزَتْ كان العَفافُ حِجابَها | و إن سفرَتْ كانَ الحياءُ نِقابَها |
و مِن دونِها نَيْلُ الغَمامِإذا سرَتْ | نُجومُ القَنا الخَطِّيِّ تُزْجي قِبابَها |
حمَتْنا اللّياليبعدَ ساكنة ِ الحِمى | مشارِبَ يهوى كلُّ طامٍ شَرَابَها |
ألاحظُها لَحْظَ الطَّريدِ مَحلَّه | و أذكُرُها ذِكْرَ البَغيِّ شبابَها |
و أَنشُدُهاو القُربُ بيني وبينَها | و لو آبَ حِلمي ما رجوْتُ إيابَها |
تخيَّرتُ أفوافَ المديحِفلم أُنِخْ | ببابِ بني العّباسِ إلا لُبابَها |
قَوافٍلو أنَّ الأخيليَّة َ عايَنَتْ | محاسنَها زانَتْ بهنّ سِخابَها |
أغرُّيداه مُزْنة ٌ مُستَهلَّة ٌ | إذا شامَ راجٍ بالشآمِ سَحابَها |
و لو لم يُثِبْها الهاشميُّ لأَصبَحَتْ | مآثرُهُ اللاتي حَوَيْنَ ثَوابَها |
يَعُدُّ الجِبالَ من قريشٍ أُبوَّة ً | إذا عَدَّ ذو فَخْرٍ سِواها هِضابَها |
إذا انتَسَبَتْ بينَ الخلائقِ ألحقَتْ | أواصرَها بالمُصطفى وانتسابَها |
و إن حَمَلَتْ سُمْرَ الرِّماحِ لمَشْهَدٍ | رأيْتَ أُسُودَ الغابِ تَحمِلُ غابَها |
و سالَت بهم تِلكَ البِطاحُ كأنما | أسالوا عليها بالحديدِ سَرابَها |
بِهِمْ عَرَفَتْ زُرْقُ الأَسِنَّة ِ رَيَّها | كما عَرَفَتْ بِيضُ السيوفِ خِضابَها |
أبا أحمدٍ أصبَحْتَ شَمْسَ مَكارمٍ | تُضيءو مِصباحَ العُلى وشِهابَها |
أبوك الذي سقَّى الحَجيجَو لم يَزَلْ | بمكَّة َ يَروي رَكْبَها ورِكابَها |
و لمَّا أقامَ المَحْلُ بينَ بيوتِهم | دعا اللّهَ فيه دعوة ًفأجابَها |
و لم يَثْنِ طَرْفَ العينِ حتى تَهَلَّلَتْ | مَدامعُ مُزْنٍ لا تَمَلُّ انسكابَها |
فأعتَبَتِ الأرضُ السماءَ بجاهِهِ | غَداة َ تولَّى عن قريشٍ عتابَها |
بني هاشمٍ أعطاكمُ الحقُّ رُتبة ً | يُقَصِّرُ عنها مَنْ يُريدُ اغتصابَها |
فأشرقَ منها في القلوبِ ضياؤكم | فأذهبَ عن تلك النُّفوسِ ارتيابَها |
منعتُم بني مَروانَ حَوْزَتَها بكم | و حُزتُم على رَغمِ الأُنوفِ نِهابَها |
و آثرتُمُ فَكَّ العُناة ِو إنما | يُمَلِّكُكُم عِتْقُ الرِّقابِ رِقابَها |
و مَنْ يَنْأَ عن إرْثِ النُّبوَّة ِ والهُدى | فأنتُم وَرثتُم هَدْيَها وكِتابَها |
و هل يتحلَّى بالخِلافَة ِ غيرُكم | و أنتم سلَبْتُم عبدَ شمسٍ ثيابَها |