أنت السبب في الهزائم يا خديوي إسماعيل
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
توالت الهزائم على مصر في حربها مع الحبشة أثناء حكم الخديوي إسماعيل ، وحار الخديوي كيف يدفع عن جيوشه الهزائم ، فسأل وزيره شريف باشا :ماذا ترى أن نصنع أيها الوزير ؟قال الوزير : تجمع العلماء يا مولاي فيقرءوا صحيح البخاري ، عسى ببركته تنتصر جيوشنا على الأعداء.
وجمع العلماء في باحة الجامع الأزهر ، وطفقوا يقرءون صحيح البخاري ، والهزائم تتوالى على جيوش الخديوي ، فاغتاظ الخديوي ، وجاء بنفسه إلى الأزهر وصاح بالعلماء غاضبا : إما أن هذا ليس صحيح البخاري ، وإما أنكم لستم العلماء ... فوجم العلماء ، وتملكهم فزع عظيم ، وحاروا ماذا يجيبون الخديوي .لكن صوتا من مؤخرة الصفوف قطع عليهم صمتهم أنت السبب في الهزائم يا إسماعيل .. ! فانا روينا عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال :" لتأمرن بالمعروف ، ولتنهن عن المنكر ، أو ليسلطن الله عليكم شراركم ، فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم ...
" . وزاد وجوم العلماء، واضطربوا، وجزعوا وشخصت عيونهم نحو الخديوي تستطلع ما هو فاعل بذلك العالم الجريء ، ووقف الخديوي برهة والشرر يتطاير من عينية ، ثم استدار ، وانصرف . وهرع العلماء يؤنبون العالم الجريء ، ويقولون له : ماذا صنعت بنفسك أيها المسكين ...
؟ ولماذا عرضتها للتهلكة ..
؟ والرجل لا يبالي بما يقولون . وما مضت ساعة حتى جاء جند الخديوي يقتادون العالم المؤمن ، فقال الناس : قد ذهب ، واعتبروه ميتاً . وأدخل العالم المؤمن على الخديوي ، فإذا به وحده قال : أعد علي ما قتله ، فأعاد عليه .قال الخديوي : وماذا صنعنا حتى نكون سبب الهزائم كما تقول ..
؟يا أفندينا ، أليس الزنا مباحا ..
؟ أليس الخمر مباحا ....
؟ أليس ...؟ أليس ..؟ ومضى يعدد للخديوي المنكرات المنتشرة في مصر آنذاك . وأطرق الخديوي قليلا ، وقد أحرجته الحجة ، ثم قال :ماذا نعمل أيها الشيخ وقد اقتبسنا مدنية أوربا وهذه عاداتها ...
؟ قال العالم المؤمن : فما ذنب العلماء إذن ...
؟ أنتم السبب يا أفندينا ، وخرج شامخ الرأس .