بهزّك غصن القدّ ماذا تريدنا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
بهزّك غصن القدّ ماذا تريدنا | وماذا بلغز العين في السر تعنينا |
وهل في خواتيم اليواقيت طلسم | بسلب نهى العشاق يغري الخواتينا |
وهل أنت زحزحت الخمار أم الصبا | أطارته حتى سبح الله تالينا |
أتسبينني من نظرة وابتسامة | وتصيبني من بعد خمس وخمسينا |
بلى إن بذر الحب في القلب كامن | وإن طُمِسَتْ آثار ثورته فينا |
سينبته مرآك غضاً وناضراً | وينعشه ما تصنعين وتبدينا |
فرب تصاب في الهوى يفضل الصبا | فكم في الصبا من جهلة تثلم الدينا |
هلمّي بنا نلهُ ونلعب ونجتني | ثمار الأماني والقيان تغنينا |
فلا سعد بل لا مجد إلا بليلة | نزورك في ظلمائها أو تزورينا |
ندير أحاديث الهوى وشؤونه | ونسقيك من راح السرور وتسقينا |
ومرحى إذا داعي الهوى ضم شملنا | ودارت على الأعطاف منَّا أيادينا |
وإن قُضِيَتْ ما بين ذاك لبانة | فتلك فتلك شكاة لا تذيم المحبيّنا |
فلا ترهبي أن يفصل الدهر بيننا | فمهما تدانينا استحال تنائينا |
فقالت نعم شخصان والروح واحد | وزوجان في الآفاق طارت معالينا |
فإن جمالي ليس في الكون مثله | ففتش جنان الخلد أو حورها العينا |
وأنت قريع العلم والأدب الذي | به تسحر الألباب حسناً وتبيينا |
كلانا فريد سيّد في مقامه | فَمَنْ سيد القوم الكرام الوفييِّنا |
فقلت هو الشهم ابن عبد العزيز من | به تضرب الأمثال عزّاً وتمكينا |
فرادى خلال المجد تقنى وتوأما | ومن عابد الرحمن بالألف تأتينا |
سمات وأخلاق حسان وهمّة | تعالت وآثار ملأن الدواوينا |
وجود لو الطائي في عصره لما | وجدنا على الطائي بالجود مثنينا |
يُسَرُّ إذا أعطى ويزداد بهجة | ولا كسرور الآخذين المعيلينا |
يروح ويغدو ليس إلا إلى العلا | ويسعى لدرك السبق سعي المجدّينا |
لينصر مظلوماً ويزجر ظالماً | ويفرح محزوناً ويسعف مسكينا |
وقد زاده حسن التواضع رفعة | وما الكبر إلا الداء يعرو المجانينا |
إلى المجد ميّال وقور فلا ترى | سفاهين في أكنافه أو سفالينا |
ومغلي مهور المكرمات وكفؤها | وهن لغير الكفؤ طبعاً يجافينا |
ويغضي عن العوراء من حلسائه | وينشر للحسنى ثناء وتحسينا |
من المجد بين الناس سهم موزع | وحاز ولم يقنعه تسعاً وتسعينا |
تفرع ممن لا يُدانى فخارهم | ومن يشبه العرب الكرام الميامينا |
إلى دوحة قد أحسن الله نبتها | وزان بها أغصانها والأفانينا |
فزادت بها الدنيا بهاء ورونقاً | كأن لها من خالص التبر تكوينا |
لكم آل إبراهيم بيت أصولكم | له في ذرى كيوان بالسيف بانونا |
ولا زلتمو من ماجد بعد ماجد | لما شاده الأجداد بالجد معلينا |
هو البيت متبوع الجماهير يرهب | السلاطين أن تطغى ويخزي الشياطينا |
فهلاّ وأنى حرّة أنجبت بمن | يضارع إبراهيم في الآدمييّنا |
ومن كعلي في العلا ومحمد | أتى في المعديين واليعربيينا |
وعبد العزيز السيد الماجد الذي | أقام على درك المعالي البراهينا |
وليث القراع القاسم ابن محمد | خضم الندى الفياض والطور من سينا |
وكم من ذويهم سادة قادة غدوا | لبيتهم أركانه والأساطينا |
أولآك الكرام الغرّ إن زرتهم تجد | مطاعيم بَشَّاشِين شوساً مطاعينا |
وثيقو العرى من رام غمز قناتهم | فلا خَوَر يلقاه فيها ولا لينا |
إذا جلت في نادي الأكابر خلتهم | رؤوساً وخلت الآخرين الكراعينا |
بهاليل سبّاقون بالعزم أدركوا | على رغم أنف الدهر عزّاً وتمكينا |
وكم وقفة في مأزق الحرب جرَّعوا | أعاديهم فيها حميماً وغسلينا |
على صهوات السابحات تخالها | إذا مرقت بين الصفوف الشواهينا |
كرائم ما اشتدت بهم دون غاية | إلى شرف إلا وحاؤوا مجلينا |
بنار الوغى يستأصلون عدوهم | ونار القرى للضيف والمستجيرينا |
أيا آل إبراهيم مني إليكم | تحيّات ذي ود يرى حبكم دينا |
ودونكم عذراء تزهو بحسنها | وتصبي نفوس المفلقين المجيدينا |
محبرة غرّاء تثني عليكمُ | ببعض الذي كنتم له مستحقّينا |