بالسفح من أيمن الوادي الخبا ضربا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بالسفح من أيمن الوادي الخبا ضربا | فعج به كي ترى من ريمه العجبا |
بيض أوانس في أكنافه سكنت | حببن للنَّاسكين اللهو واللعبا |
بدور تم إذا أَسفرن في ملاءٍ | غصون بان إذا ما هب ريح صبا |
بح بالغرام فما في حبّهن أرى | كتم الهوى ودع الواشين والرقبا |
بالله سر بي إلى ساحاتهن لكي | نقبل الترب أدَّاءَ لما وجبا |
بادر لنسمع في النادي الحديث وكن | من غيره آيساً والزم هنا الأدبا |
باللفظ واللحظ يسلبن العقول ولم | يبلغ لديهن مسلوب النهى إربا |
باد عليهن عنوان العفاف فلم | يقبلن لا فضة منّا ولا ذهبا |
بهن والله حالفت السهاد وفارقت | البلاد وذقت الحرّ والحربا |
بارحت داري عن طوع على طمع | أني أعانق في وادي النقا القضبا |
بلى ظفرت بأحلى من معانقتي | ذوقاً وأفضل مما كنت مرتقبا |
برؤية الملك الميمون طالعه | عزيز مصر الخديوي الأبي أبا |
به زهت مصر وازدانت به وغدت | رأساً وأصبحت الدنيا لها ذنبا |
بساطه لذوي الآمال متّسع | يلقى القطين به ما شاء والغربا |
بحرٌ ولكنه عذب ونائله | سهل فلم يلق باغي درّه تعبا |
به العصور تباهت زينة فقضى | لعصره من درى التاريخ واكتتبا |
بروج فخر بناها في شبيبته | ولم تزل تعل حتى سامت الشهبا |
بيعت بأسواقها العليا فكان لها الشاري | وشدّد في إحرازها الطلبا |
بذكره سارت الركبان وانتدبت | لمدحه شعراء العصر والخطبا |
بعد المدى ليس يثني نجب همته | إذا سرت للمعالي تقطع الهضبا |
بالسيف والذابل الخطي مدّ على | متن السماك وهام المرزم الطنبا |
بأس شديد به الملك استقام له | وصار كلّ ملوك الأرض كالنقبا |
بادت به فرق الأعدا فليس ترى | إلاَّ ظباه لآجال العدى سببا |
بما تعوّد من بأسٍ يباشرهم | في الحرب إلاَّ الأولى يدعونه رهبا |
به به تضرب الأمثال إن برزت | راياته واصطفى من جيشه العربا |
بعصبة من ذويه الغر إن ركبوا | يوم الكريهة جالت خيلهم طربا |
بيض الوجوه وليل النقع معتكر | وكأنهم في ظهور الخيل نبت رُبى |
بمن إذا هاجت الهيجاء أشبههم | من رام بالغير تشبيهاً لهم كذبا |
بظلّه الوارف الممدود لا برحوا | مظفّرين ومن أنجاله النجبَا |